مرحلة بين عالمين!!!
مرحلة بين عالمين!!!
سعدات عمر
لقد كان طبيعياً أن تنعكس معايشة العلاقات الفلسطينية اللبنانية السورية للأزمة التي سيطرت على فلسطين ولبنان فقط بل تعدتها الى سوريا والعراق والأردن وإيران وروسيا حتى إسرائيل ليس على سياساتها المكتوبة والمرسومة بل على عشوائية سيرها الأمر الذي نعتبره برغم سلبياته وايجابياته ليس انتصاراً على الظروف الصعبة، والحقيقة أن هذا الإضطراب صورة مصغرة عن المعنى العام لمشكلة الشرق الأوسط على الصعيد العربي العام ثم على الصعيدين اللبناني والسوري بغض النظر عن اختلاف التفسيرات حدثاً ضخماً نجاح المؤامرة على النظام السوري برمته لا بد إن يعكس اثاره على كل شيء حوله، وبديهي أن شكل هذه الاثار يخضع لعاملين أساسيين أولاً حقائق موضوعية كشفتها عدوانية اسرائيل على لبنان وصمود حزب الله الذي تجاوز حجم الحرب وطبيعتها وإرادتها حتى إرادة أو تصور القيادة الإسرائيلية التي اتخذت قرار الحرب. ثانياً إرادات سياسية أمريكية-فرنسية تريد أن تضع بصماتها على آثار الحرب، وبكلمة مهمة فإن هذه الأحداث جعلت المنطقة من الحدود المصرية غرباً إلى الحدود الإيرانية شرقاً تدور فيها هذه الأحداث كالحديد الساخن الذي يسعى كل طرف أن يعطيه الشكل الذي يلائمه. لقد أفرزت الحرب على لبنان ومحيطه حقائق تتخوف الشعوب والحكومات حتى الحكومة الإسرائيلية من المجهول، حتى لو افترضنا المستحيل فهذا لا يعني حلاً سلمياً في المدى القريب والبعيد إلى جانب المساحة الجغرافية من إيران إلى المغرب العربي حتى عن طريق تصور أيديولوجي ونظري للتاريخ العربي-الفارسي-العبري بأمور يمكن للزمن أن يوفرها دون تبذير أو تحايل ودون اضاعة كثير من الوقت فالأخطار تلاحق بعضها بعضاً.