سأعلمك كيف تحلم "ندم الأربعين"
عيسى دياب
سأعلمك كيف تحلم "ندم الأربعين"
يقول المثل: " لا يصبح الإنسان عجوزاً قبل أن يحل الندم مكان الأحلام. "
يتدرج الإنسان في ملكوت وسنة الله بمراحل عمرية تختلف فيها الطاقة والفكر وينقسم الإنسان في نوعين، الأول وهو الغالبية الحالم بقدرته على تغيير العالم بطاقته والثاني الذي يدرس كلماته وخطاه، وتنحدر الطاقة أخذةً معها أحلام ذاك الفتي القوي لينتهي وجوده إجتماعياً ويحل الندم صاحباً حتى النهاية والمشكلة بميراث أفعاله على عائلته وأبنائه ومحيطه والعقل الحكم الذي تذهب طاقته ويبقى أثره في عائلته وأبنائه ومجتمعه وفي العالم وأحياناً في التاريخ.
" قرارات العشرين مرتبطة بالطيش الذي نندم عليه بالأربعين "
هذه المقدمة التي تصف حال الأفراد بوجودهم في الحياة وتأثير قراراتهم على حياتهم وعلى غيرهم تنطبق تماماً على المجموعات الإنسانية التي تغتر بما تملك من عضلات وقدرة دون قياس عقلي وتحكيم فلسفي لوجوده وإماكنياته بين ألالاف من الأقوياء الأشداء أيضاً، إن القرار الفردي والجماعي الذي يؤخذ غروراً دون تحكيم العقل والبحث عن الإرشاد أينما وجد ستكون نتيجته حتمية بذهاب القوة التي تأخذ معها الكرامة.
الولايات المتحدة الأمريكية منذ التسعينات وهي الأقوى دون منازع على الإطلاق ولكنها أظهرت ضعفها مئات المرات للتعلم وتكريس قوتها وإضعاف أعدائها وصولاً لمحاصرة الصين وحرب روسيا و أوكرانيا وكل ذلك أتى بالتعقل وتغليب الحكمة في القرارات الداخلية التي تنطلي على قدرة عظيمة في إدارة الشؤون الخارجية ومصالحها لتخرج اليوم للملأ سيدة العالم يجلس العالم أمام أحكامها.
بالمقابل إغتر البعض بطول الصاروخ الذي عُرض مثله في ستينات القرن الماضي في دولة عربية أي قبل أربعين و خمسين عاماً ليواجهوا الحكمة لا القوة، القوة تكمن في صاروخ لا يتعدى طوله متر واحد بقدرة تفجيرية أكبر من صاروخ العشرون متر والقوة الغرورة بمواجهة الحكمة هي معركة خاسرة " من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا "
لن نذكر أسماء أو مجموعات فليكن هذا المقال في فلسفة العضلات والحكمة.
" شئْتَ أم أبيْتَ أنت قدوَة لِفِئَةٍ منَ النّاسِ، تأخذُ مِن ورائهِم أجرًا، أو تحمِل أثقالاً مع أثقالِك "
عيسى دياب





