أطفال فلسطين… كواكب تُرتقى في يوم الطفل العالمي

نوفمبر 20, 2025 - 16:50
أطفال فلسطين… كواكب تُرتقى في يوم الطفل العالمي

أطفال فلسطين… كواكب تُرتقى في يوم الطفل العالمي

في يوم الطفل العالمي والطفل الفلسطيني، وبينما تحتفل شعوب الأرض بأحلام أطفالها ومستقبلهم يزف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات كواكب وأقمارا جديدة من الأطفال والشبّان الشهداء، ارتقوا في مجازر ارتكبها الجيش النازي الإسرائيلي في قطاع غزة ومخيم عين الحلوة، أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون، فبالصواريخ الأمريكية الصنع قصفت طائرات النازيين الجدد مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخطته لوقف إطلاق النار، قبل أن تقصف أطفالا يبحثون عن كسرة خبز في قطاع غزة، وأطفالا وشبانا يلعبون كرة القدم في مخيم عين الحلوة، وزير حرب العدو "يسرائيل كاتس" نفذ ما قاله (بجعل مصير المخيمات الفلسطينية في لبنان كمصير غزة) معلنا بلا خجل أن الاعتبارات الإنسانية لم تعد موجودة ومتهما المخيمات زورا بأنها معسكرات إرهابية.

لكن الحقيقة التي يعرفها العالم أن المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات لم تكن في يوم من الأيام بؤرا للإرهاب، بل كانت وما تزال معسكرات الثورة والنضال وبوابات العودة إلى الأرض، والإرهاب الحقيقي هو أنتم الذين تقتلون الأطفال والنساء والشيوخ وتعدمون الأسرى وتحتلون البلاد وتبيدون العباد وتدمرون المدن فوق رؤوس ساكنيها.

في يوم الطفل العالمي، يتعرض أطفال فلسطين لإبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة تنفذ على مرأى العالم وصمته المريب، آلاف الأطفال قضوا تحت القصف المباشر وآلاف آخرون تركوا يواجهون الجوع والعطش والمرض وغياب الدواء في حصار خانق حول قطاع غزة إلى مقبرة مفتوحة، الكثير منهم بترت أطرافهم بلا تخدير وهم يصرخون من الألم، وكثيرون دفنوا في قبور جماعية دون أن يعرف أحدا أسماءهم، إنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية تنفذ بلا رادع ويسمح لها بالاستمرار تحت ذرائع واهية وحجج مصطنعة.

في يوم الطفل الفلسطيني، لا يزال جيش الإحتلال النازي يستخدم سلاح التجويع لإخضاع السكان وتهجيرهم في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، أطفال فلسطين يموتون اليوم ليس فقط بالقصف بل بالجوع والعطش بعدما منعت عنهم المساعدات ودمرت المحاصيل الزراعية واستهداف الأفران ووسائل الحياة اليومية، وباتت صور الأطفال الذين أصابتهم أمراض سوء التغذية وصمة عار على جبين عالم يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان فيما يترك أصغر الضحايا يواجهون الموت بأجساد هزيلة وعيون غارقة بالدموع والدماء .

في يوم الطفل العالمي، لم يعد أطفال فلسطين يعرفون شيئا عن الحياة الطبيعية، فلا مدارس ولا ألعاب ولا أمان ولا حتى أحلام طفولتهم البسيطة، ومدارسهم تحولت إلى ملاجئ ومن ثم إلى مقابر، وحدائقهم صارت ركاما وبيوتهم اختفت عن الخارطة، وذكرياتهم صارت أشلاء ومستقبلهم يقتل كل يوم ليس فقط بالقنابل والصواريخ بل بحرمانهم من التعليم والطبابة والأمان والاستقرار والحق في الحياة الكريمة.

في يوم الطفل العالمي، أطفال المخيمات بين القصف والتهجير، في مخيم عين الحلوة وغيره من مخيمات الشتات يعيش الأطفال واقعا لا يقل قسوة خوف دائم بلا أمن وأمان وحياتهم معلقة بين رصاصة أو قذيفة، ورغم ذلك يتمسك الأطفال الفلسطينيون بالحياة والأمل يكتبون أسمائهم على الدفاتر البسيطة ويحلمون بوطن حر تماما كما حلم آباؤهم وأجدادهم.

في يوم الطفل العالمي، لا نطلب من العالم بيانات شجب واستنكار بل فعلا حقيقيا يوقف نزيف الدم الفلسطيني، وضغط دولي لوقف العدوان فورا وفتح ممرات إنسانية وحماية الأطفال والمدنيين ومحاسبة مجرمي الحرب النازيين وتأمين بيئة آمنة تسمح لأطفال فلسطين بأن يعيشوا طفولتهم كما يستحقون، فأطفال فلسطين لا يطلبون المستحيل إنهم فقط يطلبون حقهم في حياة آمنة مستقرة دون موت.