واشنطن تقول أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة على سوريا هي شأن إسرائيلي
قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستترك إسرائيل تحديد أهدافها الأمنية والعسكرية التي تقف وراء ضرباتها المكثفة على سوريا منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد الماضي.
وقال ميلر رداً على سؤال مراسل "القدس" في واشنطن، حول تجاهل الإدارة الأميركية العدوان الإسرائيلي المستمر ، والذي دمر أكثر من 80% من القدرات العسكرية السورية : "سأترك لإسرائيل أن تتحدث عن عملياتها الخاصة وما تحاول تحقيقه، ولكنني سأقول إنه نيابة عن الولايات المتحدة، سنناقش هذه الأمور معهم على انفراد قبل أن أدلي برأيي بشأنها علناً. أود أن أقول إنه بشكل عام، لا نريد بالطبع أن نرى أي إجراءات تجعل العملية التي تقودها سوريا أكثر صعوبة، ونريد في نهاية المطاف أن نرى عملية سلمية إلى الأمام، وليس تصعيدًا للصراع".
وفي رده على سؤال مراسل "القدس" عما إذا كان السبب وراء ذلك، هو خلق دويلات معزولة السلاح في سوريا، أن الولايات المتحدة تريد سوريا متحدة ومسالمة ولكل مواطنيها
وأضاف "فيما يتعلق بموقع القوات الإسرائيلية - ولست أشهد على ذلك بطريقة أو بأخرى؛ أعرف أن هناك ادعاءات متضاربة حول مكان تواجدهم (الإسرائيليون)، وقد نفوا بشدة أنهم قريبون من دمشق. لقد قالوا إنهم موجودون في المنطقة العازلة، وقد تحدثت عن هذا الأمر مطولاً بالأمس، ولكن عندما يتعلق الأمر بعملياتهم، أعتقد أنه من المناسب لنا أن نتحدث إليهم على انفراد أولاً، لنتأكد مما يفعلونه، قبل أن نبدي رأينا في ذلك علناً. إنهم حلفاء مقربون لنا وهذا ما سنفعله".
وقال ميلر "لقد حددنا المبادئ التي نعتقد أنها ينبغي أن توجه سوريا في مسيرتها إلى الأمام. وبعيداً عن ذلك، هناك أسئلة يتعين على الشعب السوري أن يجيب عليها فيما يتصل بنوع الحكومة التي يعتزم تشكيلها، ونوع الجيش الذي يعتزم الحفاظ عليه. وعندما يتعلق الأمر بالإجراءات التي اتخذتها إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فكما قلت، دعونا نجري هذه المحادثات معهم على انفراد".
وكرر ميلر في رده على سؤال مراسل القدس بشأن احتلال القنيطرة قائلاً: "ما عجل بانتقالهم إلى المنطقة العازلة كان انسحاب القوات المسلحة السورية، والذي، كما قلت بالأمس، يخلق فراغًا محتملًا يمكن أن تملأه أي منظمة إرهابية من المنظمات العديدة التي تستمر في العمل داخل سوريا والتي أقسمت على تدمير دولة إسرائيل".
وصرح ميلر أيضًا أنه "لا يوجد عائق قانوني يمنعنا من التحدث إلى جماعة إرهابية محددة" مثل هيئة تحرير الشام، الجماعة التي قادت الهجوم على دمشق والتي كان زعيمها، أبو محمد الجولاني، مسؤولاً في كل من داعش والقاعدة.
وقد أبدت الولايات المتحدة الآن اهتمامًا مفاجئًا بإزالة هيئة تحرير الشام من قائمتها كمنظمة إرهابية محددة، حيث ذكرت بوليتيكو أن هناك الآن "نقاشًا محتدمًا في واشنطن" حول ما إذا كان ينبغي إزالة المجموعة من القائمة على الفور أم لا. بطريقة ما، أشك في أن النقاش "محموم" حقًا.