إرادة أمريكا ضابط إيقاع القصف الإسرائيلي الإيراني

أكتوبر 27, 2024 - 13:32
إرادة أمريكا ضابط إيقاع القصف الإسرائيلي الإيراني

بهاء رحال

لم تخرج الضربة الإسرائيلية لإيران عن إرادة أمريكا وفق ما اتفق عليه، كما لم تخرج قبلها ضربة إيران لإسرائيل عن ذات الرغبة، وهي مشابهة في القوة والقدرة والتكتيك، الأمر الذي يفسر هذا الشكل المعلن صراحة من الضربات المحدودة والمتفق عليها، من حيث شكل الرد ونوعية الصواريخ، وأوزانها المتفجرة، وقدرتها على التدمير، ومداها الذي تصل إليه.

أمريكا التي كانت قد سربت بعض معلومات الرد الإسرائيلي على إيران حيث تم تداوله في الإعلام بشكل مكثف، تمامًا مثلما كانت قد سربت من قبل ضربة إيران لإسرائيل، وقد شاهدنا كيفية الهجوم الذي حصل في حينه، وليس هذا المهم بقدر ما يمكن أن يكون محطة نهاية للحرب، ولوضع ترتيبات وقفها على مختلف الجبهات، وهذا ما يفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية عن دور الإقليم ودُولهِ، وهل الأمر كله بات في يد أمريكا وإيران وإسرائيل، بينما دول الإقليم تجلس على هامش التسوية القادمة. أثبتت أمريكا قدرتها على ضبط إيقاع الحرب، وفق ما يعرف بحفظ ماء الوجه لكلا الطرفين، ومن دون خسائر كبيرة، ومن دون تدحرج كرة الحرب إلى ساحة المواجهة الشاملة.

قد يكون الرد الإسرائيلي المحدود على إيران بداية النهاية لحروبها في غزة ولبنان، وهذا احتمال، والاحتمال الآخر هو ارتفاع وزيادة الهجمات التي ينفذها الاحتلال في غزة ولبنان، في إطار حربه المفتوحة، ونوايا نتنياهو للمضي في خطط التوسع في الشمال والجنوب.

الرد الإسرائيلي على إيران جاء وفق المزاج الأمريكي، وهذا يعني أن أمريكا وحدها لا تزال تمسك بخيوط العالم ومفاتيحه، ولا تزال تضبط إيقاع المواجهة وفق ما تراه وما تريده. من الجدير القول أن ضبط إيقاع المواجهة أنقذ المنطقة من حرب لو تدحرجت لكانت فتاكة تدميرية كبيرة، لا أحد يمكنه التنبؤ بعواقبها، إلا أن المطلوب الآن هو هذه القدرة الأمريكية لوقف حرب الإبادة في غزة والعدوان على لبنان، وأن تضع حدًا لحكومة نتنياهو المتطرفة، وأن لا تبقى عند هذا الانحياز الأعمى الذي هي عليه، فوقف الحرب ضرورة لوقف نزيف الدم والإبادة، ووقف المعاناة التي يعيشها أهل غزة منذ أكتوبر العام الماضي.