البيت الأبيض: التوصل لوقف إطلاق النار بغزة ما زال ممكنا
نسبت وكالة رويترز إلى مسؤولين أميركيين ، ومصدرين مصريين أن البيت الأبيض يسارع إلى طرح اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس في الأيام المقبلة. وقال المسؤولون الأميركيون إن الاقتراح الجديد يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية وراء الجمود المستمر منذ شهور في المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعياً إلى هدنة في الصراع بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين بشكل منفصل يوم الأربعاء إن الكثير من الاتفاق تم الاتفاق عليه لكن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين.
وقال المسؤول الأميركي الذي رفض الكشف عن هويته إن هذه هي مطالب إسرائيل بالإبقاء على القوات في ممر فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة في جنوب غزة على الحدود مع مصر، والأفراد المحددين الذين سيتم شملهم في تبادل رهائن حماس والسجناء الفلسطينيين في إسرائيل.
وقال المسؤول الأميركي الأول، الذي رفض الكشف عن هويته، "هناك تصور قوي للغاية من جانب المفاوضين بأن وقف إطلاق النار ينزلق بعيدًا"، مؤكدًا على الإلحاح الذي يدعم الجهود. كما أكد المسؤول الأميركي إنه منذ أن فشلت جولة وزير الخارجية الأميركي، آنتوني بلينكن الأخيرة في المنطقة الشهر الماضي في إحداث اختراق، واصل الوسطاء المناقشات على مستوى العمل، ولا تزال هذه المحادثات مستمرة.
وقال المصدران المصريان إن الولايات المتحدة تحولت من نهج أكثر تشاورًا إلى محاولة فرض خطة وقف إطلاق النار على الطرفين.
لكن مسؤولا أميركيا آخرا أكد للصحفيين إن الخطة المنقحة لن تكون عرضًا نهائيًا إما هذا وإلا فلا، وأن واشنطن ستواصل العمل نحو وقف إطلاق النار إذا فشلت.
تتطلب أجزاء من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل، والذي تم قبوله بالفعل من قبل الجانبين، انسحاب إسرائيل من جميع المناطق المكتظة بالسكان في غزة في المرحلة الأولى من الاتفاق. وقال المسؤول الكبير في الإدارة إن النزاع الحالي هو ما إذا كان الممر مؤهلاً كمنطقة مكتظة بالسكان.
وشرح المسؤول: "لذا فإننا نتحدث حقًا هنا عن المرحلة الأولى، حول الشكل الذي سيبدو عليه هذا التكوين".
وأكد بدوره رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الأربعاء أنه لن ينسحب من ممر فيلادلفيا.
ولدى سؤاله عن كيف تتوقع الإدارة سد الفجوة في هذا الشأن، في ضوء إصرار نتنياهو المستمر على بقاء القوات الإسرائيلية هناك، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر للصحفيين الأربعاء :" لن نفاوض علناً بشأن هذه المسألة. سأكرر فقط ما قلناه من قبل، وهو أن حكومة إسرائيل، من رئيس الوزراء إلى أدنى المستويات، قبلت الاقتراح الذي قدمه الرئيس والاقتراح الذي يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في مختلف أنحاء غزة ـ قطاع غزة. وما نعمل عليه كل ساعة من اليوم هو محاولة التوصل إلى كيفية سد هذه الانقسامات المتبقية، وإيجاد وسيلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأضاف ميلر في مؤتمره الصحفي اليومي "ولكن كما سمعتموني أقول بالأمس، فإن هذا سوف يتطلب المرونة من جانب حكومة إسرائيل، تماماً كما يتطلب من حماس أن تجد أخيراً سبباً ـ وسيلة للوصول إلى الموافقة. ولهذا السبب فإننا سوف نستمر في التعامل مع حكومة إسرائيل بشأن هذه المسألة".
وأكد ميلر "إننا ندرك الاحتياجات الأمنية الحقيقية التي تواجهها إسرائيل لضمان عدم تهريب الأسلحة عبر ممر فيلادلفيا. ونعتقد أن هناك طرقاً لمعالجة هذه المشكلة، ومن المهم أيضاً أن ندرك الضرورات الأمنية الحقيقية التي تواجه إسرائيل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح لنا بالتوصل إلى حل دبلوماسي للوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ويساعدنا على تهدئة التوترات الإقليمية الأوسع نطاقاً، والتي تشكل جميعها تهديداً لأمن إسرائيل".
وقال الناطق : "لذلك فإنني أطرح كل هذا فقط لأن هذه المناقشة غالباً ما تركز على هذا التهديد المعين لأمن إسرائيل، وهو إمكانية التهريب عبر ممر فيلادلفيا، والذي نعتقد أنه من المهم معالجته. ولكن لا ينبغي مناقشته في غياب كل التحسينات الأخرى لأمن إسرائيل والتي نعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يحققها.
وحول ما الذي يجعله يعتقد أن الإسرائيليين سيظهرون أي مرونة، مع إصرار نتنياهو مراراً وتكراراً على وجود إسرائيل في ممر فيلادلفيا، رد ميلر بالقول : "هذه هي النقطة الأساسية في المفاوضات، وهذا هو السبب وراء انخراطنا في هذه المفاوضات مع إسرائيل ومع الدول الوسيطة الأخرى، مصر وقطر. لن نحاول التأكيد على ذلك علنًا، لكننا سنستمر في إجراء هذه المفاوضات لأننا نعتقد أن التوصل إلى وقف إطلاق النار وإيجاد طريقة لسد هذه الانقسامات يصب في مصلحة إسرائيل، تمامًا كما نعتقد أنه يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والمنطقة الأوسع".
ورفض ميلر الحديث عن أي جدول زمني لعودة المفاوضات على مستوى عال، خاصة وأن الولايات المتحدة تقوم بتطوير هذا الاقتراح المزمع في أقرب وقت ممكن ونقله إلى إسرائيل وحماس، ومحاولة التوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي رده على سؤال يخص تصريح نتنياهو بأنه لن يغير سياساته لتقليل الخسائر بين المدنيين، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع دعوات الإدارة المستمرة لوقف الخسائر في الأرواح بين المدنيين الفلسطينيين، قال ميلر " نريد أن نرى هذا الاقتباس المباشر (لما قاله نتنياهو) وأن أرى السياق الذي ورد فيه بالضبط قبل أن أرد عليه بشكل محدد. ولكنني أود أن أقول إننا نعتقد أنه أمر ضروري للغاية. إنه أمر ضروري أخلاقي وضروري أمني لإسرائيل أن تقلل من الخسائر بين المدنيين. وقد ذهبنا إليهم عدة مرات خلال هذه الحملة بتوصيات محددة بشأن الأشياء التي يمكنهم القيام بها لتقليل الخسائر بين المدنيين، وقد رأيناهم ينفذون بعض هذه التوصيات للحد من الخسائر بين المدنيين".