قولوا لهم كَم هم رائعون

يوليو 28, 2024 - 13:36
قولوا لهم كَم هم رائعون

قولوا لأبنائكم ولآبائكم ولأزواجكم ولأحبائكم ولأصدقائكم ولزملائكم ولجيرانكم ولكل من تتعاملون معهم تلك الكلمات: أنتم رائعون! أنتم مبدعون! أنا أفتخر بكم! يا لكم من عظماء! إن سلوككم ينم عن رقيّ كبير ووعي إنسانيّ فذ! يا لأدائكم الرائع! ابني الرائع، ابنتي الرائعة! صديقي الخالد، صديقتي الخالدة! أخي الحبيب، أختي الغالية! أبي العظيم، أمي الغالية! ما أجملك إنساناً وأنت تلقي الصباح عليّ! يا لقلبك النقيّ يا فلان، إني أستشعر ذلك كلما رأيتك وسمعتك! إن ابتسامتك تريحني وتعطيني أملاً ! دمت بخير ومرسلاً لنا طاقتك الجميلة الإيجابية! ما أجمل النور المنبعث من وجهك وعينيك! ما أطيب قلبك النبيل!


قولوا لهم تلك الكلمات، أو كلمات مثلها. قولوا لهم ذلك قبل أن يرحلوا عن عالمكم، فلا تستطيعون قولها لهم. قولوا لهم تلك الكلمات، فلن تخسروا شيئاً، بل ستنالون منهم المزيد من الحب والدعم. قولوها كلما استطعتم، كلما رأيتموهم. قولوها كل يوم. قولوها لهم بعيونكم إن احتبس الكلام داخلكم مرة أو مرات.

 قولوها لهم لأن كلماتكم ستحييهم من جديد. أنتم لا تعرفون أن كلماتكم ستحييهم، وربما لا تحسّون بذلك، لكنها حقيقة.


استذكر عزيزي القارئ مواقف كثيرة مررتَ بها أنت شخصياً، تعرضتَ فيها لمثل تلك الكلمات والجمل وأنت متعب أو محبط، ففعلت بك فعل السحر، وأنعشت الروح فيك، وبعثت شرارات الشوق لمعانقة الحياة من جديد.


ولا تقولوا لهم تلك الكلمات مجاملةً أو كذباً أو رياءً أو اعتياداً.. إياكم! بل قولوها بصدق وبحب وبوعي، وليكن منبعها هو رؤيتكم الصادقة لهم، وتعاملكم العميق معهم وأحيانا البسيط.


واعلموا أنه لا يوجد إنسان لا يستحق الثناء، ولا يوجد إنسان عاجز عن تقديم ما هو عظيم أو رائع، أو مفيد للبشرية ولو بمقدار قليل. وإن مقداره (القليل) أو الذي ترونه أنتم قليلاً، هو مقداره الفذ الذي تحبه البشرية، وتحتاجه، ويتكامل مع عطاء بقية البشر في لوحة الحياة والوجود على كوكب الأرض، التي يرسمون بمجموعهم معالمها كل يوم وكل لحظة، ولا قيمة لها إلا لأنها لوحة جماعية.


من اكتشف منكم يوماً أن الإنسان مهما بدا لك ساذجاً أو تافهاً أو عادياً، فإنه يمكن أن يفاجئك بمهارة يمتلكها، أو ينير دربك بحكمة يحوزها، أو يضيف لمعرفتك بفهمه الثاقب لشأن من شؤون الحياة، أو يبهرك بفعل كبير يفعله، أو يلفتك بموقف نبيل عظيم يتبناه. إنه الإنسان أيها القارئ العزيز، فلا تحقرن من شأنه شيئاً.


وسط الضغوط النفسية، واختبارات الحياة المتواصلة، وسيطرة ثقافة القطيع وأفكاره، يبدو الإنسان بحاجة ماسة للدعم بالكلمات الصادقة المحبة.


إنك عندما تدعم أخاك الإنسان، فتقدم له التشجيع اللفظي، فإنك تدعم وجوده إنساناً وفرداً اجتماعياً وروحاً، وتساعده على التطور الذاتي السّوي والسّريع، وتعينه على وضع بصمته العظيمة في الكون، وتسبب له السعادة.
أفلا يسرك ذلك؟!


أولا تظن أنه سيرتد عليك بالفائدة وبالمثل؟!
إنه من تسبب بسعادة لإنسان، ردها الكون له سعادة بمقدار ما تسبب بها للآخر، أو أضعافاً.
وإنه من تسبب بتعاسة لإنسان، ردها الكون له تعاسة بمقدار ما تسبب بها للآخر، أو أضعافاً.
عزيزي الإنسان، كن سبباً في سعادة الآخرين لا في تعاستهم، وتذكر أن كلماتك الطيبة المشجعة المحفزة هي البلسم الشافي لأحبائك، ولإخوانك البشر من الإحباطات التي يمرون بها، والأحزان التي يختبرونها، وآلام ضربات الحياة التي يتوجعون منها، فلا تبخل عليهم بالدواء، لا تبخل أبداً..

عندما تدعم أخاك الإنسان، فتقدم له التشجيع اللفظي، فإنك تدعم وجوده إنساناً وفرداً اجتماعياً وروحاً، وتساعده على التطور الذاتي السّوي والسّريع، وتُعينه على وضع بصمته العظيمة في الكون، وتُسبب له السعادة.