عندما تكون المناهج التعليمية متطرفة

يوليو 28, 2024 - 13:37
عندما تكون المناهج التعليمية متطرفة

رمزي عودة

ليس غريباً أن تُظهر نتائج استطلاعات الرأي الإسرائيلية أن 2% فقط من الجمهور الاسرائيلي يرى أن إسرائيل تستخدم "القوة المفرطة" في عدوانها على قطاع غزة. وليس غريباً أن نرى جنود الاحتلال في قطاع غزة يتباهون على مواقع التواصل الاجتماعي بقتل النساء والأطفال، أو في تدمير المربعات السكنية، أو في أسر الرجال والنساء واختطافهم وتعذيبهم. ليس غريباً كل هذا، لأن الإجابة على هذا التطرف والإرهاب الإسرائيلي بسيطةً جداً، وهي أن المناهج التعليمية الإسرائيلية متطرفة، وتبث العنف والكراهية ضد العرب الفلسطينيين. وهذا بالضبط ما توصلت إليه مخرجات المنتدى العلمي للمناهج التعليمية الفلسطينية والإسرائيلية الذي عقد في رام الله قبل عدة أيام.


إن النظام التعليمي الإسرائيلي يقوم على بناء هوية عنصرية ومتطرفة لدى الأطفال الاسرائيليين، وتقوم هذه العملية على عدة أسس أهمها:


1- إن الإسرائيليين هم شعب الله المختار وإن العرب وغيرهم من غير اليهود (الغوييم) خلقوا من أجل خدمة اليهود.


2- إن فلسطين هي أرض الميعاد للإسرائيليين وهي كانت دولتهم قبل ثلاثة آلاف سنة، وأُخرجوا منها، والآن لهم الحق الديني والتاريخي للعودة إلى بلدهم الأصلي (إسرائيل) من أجل إقامة دولتهم فيها.


3- إن العرب الفلسطينيين هم حالة طارئة على أرض إسرائيل، وبالضرورة وبعد أن نجح اليهود في العودة إلى بلدهم الديني والتاريخي، فإن العرب يجب أن يغادروا طوعاً أو قسراً إلى الخارج.


4- إن قيام الفلسطينيين بمقاومة إسرائيل هو إرهاب، ويجب أن يقابل برد عسكري عنيف وشامل من قبل إسرائيل.


5- كلما نجحت إسرائيل في قتل مزيد من الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين، فإن ذلك سيكون مفيداً وضرورياً لبقاء إسرائيل، لأن هؤلاء وإن لم يكونوا يشكلون خطراً حالياً على إسرائيل فإنهم سيشكلون خطراً في المستقبل، ولهذا يجب التخلص منهم.


في الواقع، تعتبر هذه المبادئ الخمسة هي الأسس الأساسية لنظام التربية الإسرائيلية سواء كانت هذه الأسس في المنهج التعليمي المدني، أو التوراتي، أو في الأسرة، أو في الجيش، أو في العمل، وهي في مجملها تجعل الإسرائيلي صهيونياً بامتياز، يستطيع أن يبرر أعمال دولة إسرائيل الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني باعتبارها ضرورة لحماية أمن دولتهم، أو باعتبارها نوعاً من الجهاد المقدس في سبيل الدخول إلى الجنة وإرضاء الله.


إن مثل هذا النظام التربوي العنصري والمتطرف يجب أن يواجه من قبل الأمم المتحدة، والوكالات الحكومية وغير الحكومية المختصة، وأيضاً من قبل الدول والمنظمات المانحة لدعم التعليم، وذلك باعتبار طبيعة المناهج التعليمية الإسرائيلية مناهج تدعو إلى الكراهية والعنف والأبرتهايد. وفي السياق، فإن فرض عقوبات على النظام التعليمي في إسرائيل، ووقف التبادل التعليمي والأكاديمي مع إسرائيل سيساهم لا محالة في الضغط على حكومة الاحتلال، من أجل تعديل مناهجها وإشاعة قيم التسامح والمساواة والعدالة. وحينها فقط يمكن أن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة.

هذه المبادئ الخمسة هي الأسس الأساسية لنظام التربية الإسرائيلية سواء كانت هذه الأسس في المنهج التعليمي المدني، أو التوراتي، أو في الأسرة، أو في الجيش، أو في العمل، وهي في مجملها تجعل الإسرائيلي صهيونياً بامتياز.