مواطنون في طولكرم: الخضروات للداخل والأسعار لنا

يناير 8, 2024 - 15:17
مواطنون في طولكرم: الخضروات للداخل والأسعار لنا

سندس علي: منذ قرابة ثلاثة أشهر، تحلق أسعار الخضراوات والفواكه في أسواق محافظة طولكرم( إحدى المحافظات الزراعية في الضفة الغربية) عاليا، رغم ضخ كميات كبيرة من محافظات الضفة إلى الأسواق المحلية.
إلا أن التقديرات الرسمية قالت، إن كميات كبيرة من تلك الخضراوات والفواكه التي تُقطف يوميا، يصدرها التجار إلى الأراضي المحتلة عام الــ48، الشيء الذي يجعل الطلب أكبر من العرض.
ومن المعروف في عالم الزراعة بأن هذا الوقت من العام يقل فيه الإنتاج الزراعي تبعا لظروف الجو، ما يؤدي لارتفاع الأسعار عالميا وفلسطينيا. 
لكن أن يتجاوز ثمن الكيلو من الذهب الأحمر (البندورة) في مدينة طولكرم العشرة شواقل وكيلو الخيار 12 شيقلا، يبعت في النفس الريبة، خاصة بأن المحاصيل الزراعية لم تتعرض لأي مكروه جوي.
منذ السابع من أكتوبر، ومع طول فترة الحرب والأزمة الاقتصادية، ارتفعت أسعار الخضروات والفواكه بشكل ملحوظ فاق كل التوقعات.
وفي جولة في الأسواق والحديث مع الباعة والمواطنين وشكواهم من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه التي أثقلت كاهلهم في ظل أزمة اقتصادية تتمثل في تأخر رواتب الموظفين الحكوميين واقتطاع أجزاء منها، إضافة لفقد أعداد كبيرة من العمال أعمالهم في الداخل المحتل.
يقول مدير الإغاثة الزراعية في طولكرم عاهد زنابيط، إن عددا من كبار تجار الخضار في طولكرم يعملون على جمع كميات كبيرة من الخضار من المزارعين يوميا ويصدرونها للمحتل الذي في ذات الوقت يقتل أبناء فلسطين، مساهمين بطريقة أو بأخرى في دعم اقتصاد الاحتلال على حساب أبناء جلدتهم، إنهم تجار حروب.
وأضاف بأن تصدير الخضروات للداخل المحتل ليس بجديد ومنذ سنوات هناك مطالب بوقف هذا التصدير، إلا أنه ليس هناك رادع حقيقي.
ومن جابنه، أوضح مصدر مسؤول لكل الناس رفض الكشف عن اسمه كي لا يتحمل المسؤولية على حد تعبيره، بأن تجار طولكرم على وجه الخصوص من يصدرون للاحتلال، وبأن أسعار السلع في طولكرم أيضا دائما هي الأعلى بين كل محافظات الضفة، مؤكدا بأنه يتوجه لحسبة نابلس لشراء كل ما يلزمه لفارق السعر الكبير، داعيا المواطنين للتوجه للأماكن الأرخص لسد احتياجاتهم.
فيما يقول البائع بلال حمدان من طولكرم بأن أسعار الخضار والفواكه في طولكرم منذ بداية الحرب في ارتفاع شاهق، مؤكدا بأن تصديرها للاحتلال وراء ذلك.
من ناحيته، طالب المواطن والمعلم المتقاعد أحمد مجدوبة الجهات المختصة وحماية المستهلك مراقبة الأسعار وضبطها، والبحث عن مصادر رخيصة للمواطن، خاصة في ظل عدم توفر الرواتب بصورة تغطي احتياجات المواطن ومتطلبات الحياة اليومية.
وفي ذات السياق، أوضح المهندس الزراعي يحيى حنون بأنه ومع بداية شهر تشرين الثاني ارتفع ثمن سحارة الخيار بشكل لافت ليصل 120 شيقلا، مؤكدا بأن العجز في السوق الإسرائيلي وراء ذلك، إضافة لعدم الاستيراد من سوق غزة تبعا للحرب. 
وعلى سبيل المفارقة، قال وزير الزراعة الأردني، خالد حنيفات، إنه لا توجد آلية قانونية تمنع تجار الخضار من التصدير إلى إسرائيل؛ لكن نقول لهم في ظل هذه الظروف: "استحوا على حالكم". فيما لم يستح تجار طولكرم.
ومن الجدير ذكره، بأن مديرية زراعة طولكرم، أوضحت بأن معدل الأمطار الهاطلة على المحافظة خلال الموسم 305 ملم، أي ما نسبته 51% من المعدل العام. ما يعني وفرة إنتاج المحاصيل.