الإسرائيليون فشلوا ولم يُهزموا بعد الفلسطينيون صمدوا ولم ينتصروا بعد
حمادة فراعنة
في تقييمه لمجريات حرب المستعمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وصف أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، الوضع الإسرائيلي بقوله: "إن استمرار الحرب لمدة 9 أشهر متواصلة هو فشل ذريع، أكثر من فشل هجوم 7 أكتوبر".
إذن، هناك فشل وإخفاق إسرائيلي مزدوج:
الأول، مفاجأة عملية 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023، وما خلفته من صدمة للمجتمع الإسرائيلي، ولمؤسسات المستعمرة السياسية والأمنية والعسكرية، حيث المتوقع أن تُلبي لجان التحقيق العسكرية والمدنية رغبات المطالبة بالتحقيق ومحاسبة المقصرين.
إذن، التقصير الأول هو مفاجأة 7 أكتوبر، وعدم تمكن الأجهزة الأمنية الاستخبارية الثلاثة: المخابرات الخارجية "الموساد"، والمخابرات الداخلية "الشاباك"، وجهاز استخبارات الجيش "أمان"، لم يتمكنوا من كشف وإدراك وتحسس تحضيرات حركة حماس لعمليتها المخطط لها باختيار يوم إجازة السبت 7 أكتوبر، وبعد عيد يهودي تقليدي، وقتل، وفق أرقام جيش المستعمرة، 680 ضابطاً وجندياً، وهو أكبر عدد من العسكر يقتل في معركة واحدة، وفي يوم واحد.
ثانيا،ً لم تتمكن قوات الاحتلال المتفوقة في عددها، وفي قوة نيرانها البرية والجوية والبحرية، وأسلحتها المتقدمة، واجتياحها لقطاع غزة، وإعادة احتلاله بالكامل، بعد قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير كامل البنى التحتية، وتدمير حوالي ثلثي مساكن وبيوت المدنيين، عدد كبير منها فوق رؤوس ساكنيها الذين مازالوا تحت الأنقاض، إلى الحد الذي وصفت فيه هذه الحرب المتطرفة الهمجية المجنونة، بأنها ليست حرباً ضد المقاومة الفلسطينية، بل هي حرب حاقدة مقصودة تستهدف المدنيين والعامل الديمغرافي، بالقتل والطرد والترحيل والتشريد كما حصل عام 1948.
ومع ذلك فشلت قوات الاحتلال ولم تتمكن من تحقيق أهدافها الخمسة:
1- إنهاء واجتثاث المقاومة الفلسطينية التي ما زالت صامدة، وقادرة على توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال.
2- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وهم حوالي 120 محتجزاً لدى المقاومة في غزة، بدون عملية تبادل.
3- ترحيل الفلسطينيين من الشمال والوسط إلى جنوب قطاع غزة، ومن ثم دفعهم باتجاه الحدود المصرية واجتياحها من قبلهم نحو سيناء.
4- عودة حوالي 86 الف مستوطن إلى مساكنهم في المستعمرات المحيطة بقطاع غزة.
5- إيجاد قيادة فلسطينية محلية وتنصيبها لإدارة قطاع غزة على أن لا تكون من حماس ومن فتح، كما قال نتنياهو "لا حماسستان ولا فتحستان".
خمسة أهداف فشلت قوات الاحتلال في تحقيقها عبر حربها القاتلة المدمرة لقطاع غزة ولأهله وسكانه، وبعد أن حولت أغلبية مدن وقرى ومساكن وأحياء قطاع غزة إلى ركام، وتحويل القطاع برمته إلى خراب، وجعله غير قابل للحياة.
المعركة لم تنته
المعركة مازالت مستمرة حتى تنتهي إلى حصيلة:
1- إما هزيمة المستعمرة بعد فشلها وإخفاقها، وهو ما يحاول نتنياهو تحاشيه وتجنبه، ولذلك يرفض وقف إطلاق النار، ويعمل على إحباط وفشل كل المبادرات الهادفة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لأنها تعني هزيمته الشخصية، وهزيمة جيش المستعمرة، بعد الفشل والإخفاق، ويعمل على استمرار الحرب لعله يحقق بعضاً من أهدافها.
2- ومقابل ذلك انتصار المقاومة الفلسطينية، بعد مبادرتها في عملية 7 أكتوبر، وصمودها في مواجهة قوات جيش الاحتلال، للشهر العاشر على التوالي .
المعركة مازالت متواصلة، لم ينتصر فيها الفلسطيني بعد، رغم صموده، والإسرائيلي أخفق وفشل، ولكنه لم يُهزم بعد، وهذا ما لخصه ليبرمان وزير الدفاع الأسبق بقوله:
"إن استمرار الحرب لمدة 9 شهور متواصلة هو فشل ذريع، أكثر من فشل هجوم يوم 7 أكتوبر".
خمسة أهداف فشلت قوات الاحتلال في تحقيقها عبر حربها القاتلة المدمرة لقطاع غزة ولأهله وسكانه، وبعد أن حولت أغلبية مدن وقرى ومساكن وأحياء قطاع غزة إلى ركام، وتحويل القطاع برمته إلى خراب، وجعله غير قابل للحياة.