"الريلز والستوري: كيف تؤثر على نفسيتك وسلوكك الاجتماعي؟"

يونيو 30, 2024 - 12:18
"الريلز والستوري: كيف تؤثر على نفسيتك وسلوكك الاجتماعي؟"

صدقي ابوضهير

الأسباب النفسية لكثرة استخدام الريلز والستوري والضرر الناجم عنها في سلوك المستخدم مع المجتمع

على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها الريلز والستوري للمستخدمين الرقميين وفقاً لتقرير صادر عن شركة "Statista" في عام 2023، فإن:

•    75% من مستخدمي إنستغرام يتفاعلون مع الريلز يومياً.

•    80% من الشركات التي تستخدم الريلز لاحظت زيادة في التفاعل مع علامتها التجارية.

•    90% من المستخدمين يشاهدون الستوري بشكل يومي، مما يجعلها واحدة من أكثر الميزات استخداماً على منصات التواصل الاجتماعي.

 فإن الاستخدام المفرط لهاتين الأداتين يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية وسلوكية سلبية. وفيما يلي بعض الأسباب النفسية التي يمكن أن تلحق بالمستخدم نتيجة كثرة استخدام الريلز والستوري، والضرر الناجم عنها في سلوكه مع المجتمع:

1. التوتر والقلق

•    التعرض المستمر للمحتوى المثالي: مشاهدة المحتوى الذي يعرض الحياة المثالية والنجاحات المستمرة للآخرين يمكن أن يخلق ضغطاً نفسياً وتوتراً لدى المستخدمين، حيث يشعرون بأن حياتهم أقل قيمة بالمقارنة.

•    الخوف من فقدان الفرص (FOMO): الشعور بالخوف من تفويت الأحداث أو التجارب التي يشاركها الآخرون يمكن أن يزيد من مستويات القلق والتوتر.

2. الإدمان

•    الإدمان على التفاعل السريع: تتسبب الريلز والستوري في تعزيز تفاعل فوري وسريع، مما يؤدي إلى إدمان المستخدمين على هذا النوع من التفاعل، مما يجعلهم يقضون وقتاً طويلاً على هذه المنصات دون شعور.

•    الحاجة المستمرة للتحقق من التحديثات: ينتج عن ذلك حاجة مستمرة للتحقق من الستوري والريلز الجديدة، مما يؤدي إلى إهمال الأنشطة اليومية الأخرى.

3. تدني احترام الذات

•    المقارنة الاجتماعية: كثرة مشاهدة المحتوى المثالي قد يؤدي إلى المقارنة المستمرة مع الآخرين، مما يسبب تدني احترام الذات والشعور بالنقص.

•    التعليقات السلبية: التعرض للتعليقات السلبية أو النقد على المحتوى المنشور يمكن أن يؤثر سلباً على الصورة الذاتية للمستخدم.

4. العزلة الاجتماعية

•    الانعزال عن الواقع: الاستخدام المفرط للريلز والستوري يمكن أن يدفع المستخدمين إلى العزلة عن الحياة الواقعية، حيث يفضلون التفاعل الرقمي على التفاعل المباشر مع المجتمع.

•    إهمال العلاقات الاجتماعية: قد يؤدي الانشغال المستمر بالمحتوى الرقمي إلى إهمال العلاقات الاجتماعية والعائلية، مما يسبب شعوراً بالوحدة والعزلة.

5. التأثير على الصحة العقلية

•    اضطرابات النوم: الاستخدام المستمر للشاشات وخاصة قبل النوم يمكن أن يؤثر سلباً على جودة النوم، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتأثيرات سلبية على الصحة العقلية.

•    الإرهاق الذهني: التعرض المستمر للمحتوى المتجدد يمكن أن يسبب إرهاقاً ذهنياً، حيث يجد المستخدمون صعوبة في التركيز والقيام بالمهام اليومية.

الضرر الناجم في سلوك المستخدم مع المجتمع

1. تراجع مهارات التواصل الاجتماعي

•    التواصل الافتراضي مقابل التواصل الواقعي: الاعتماد على الريلز والستوري في التواصل قد يقلل من مهارات التواصل المباشر، حيث يفضل المستخدمون التواصل الافتراضي على التفاعل الواقعي.

•    نقص التعاطف والقدرة على القراءة العاطفية: يمكن أن يؤثر الاستخدام المفرط لهذه الأدوات على القدرة على فهم وتفسير العواطف والمشاعر في التفاعلات الواقعية.

2. تشتت الانتباه

•    ضعف التركيز: يمكن أن يؤدي التنقل المستمر بين الريلز والستوري إلى تشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز في الأنشطة اليومية أو العمل.

•    انخفاض الإنتاجية: الانشغال المستمر بهذه الأدوات يمكن أن يقلل من الإنتاجية والكفاءة في العمل أو الدراسة.

3. التأثير على العلاقات الاجتماعية

•    تفضيل التفاعل الرقمي: يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفضيل التفاعل الرقمي على اللقاءات والتفاعلات الاجتماعية الحقيقية، مما يؤثر سلباً على جودة العلاقات الاجتماعية.

•    الإهمال الأسري: الانشغال بالريلز والستوري يمكن أن يؤدي إلى إهمال الوقت الذي يُقضى مع الأسرة، مما يؤثر على الروابط العائلية.

الخلاصة

بينما توفر الريلز والستوري فوائد كبيرة في التفاعل الرقمي والتسويق والتواصل، فإن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية وسلوكية سلبية. من الضروري تحقيق توازن صحي في استخدام هذه الأدوات لضمان الاستفادة منها دون الإضرار بالصحة النفسية أو العلاقات الاجتماعية.

صدقي ابوضهير 

باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي