كورال أمواج في عمان

يونيو 29, 2024 - 09:36
كورال أمواج في عمان

حمادة فراعنة

قدمت فرقة كورال أمواج الفلسطينية القادمة إلينا من مناطق الخليل وبيت لحم والقدس، برنامجاً ممزوجاً من الموسيقى والغناء والأداء المسرحي، وقدمت عرضاً في مركز الحسين الثقافي، بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي، حضره السفير إليكسي لو كوور غرانميزون، ووزيرة الثقافة الأردنية المثقفة الوطنية هيفاء النجار، إضافة إلى وزير الثقافة الفلسطيني السابق أنور أبو عيشة، ما جعل الحضور مشدوداً للأداء الرفيع من قبل الأولاد والصبايا، أعضاء الفرقة، وإدارة بقيادة الفرنسية مافيلدا فيتو ضابطة الإيقاع.


القاعة مليئة بالحضور من الأردنيين والأجانب، وهذا ما يُفسر أن اللغة المسرحية، كانت بالعربي والإنجليزي، ما يوضح دوافع القائمين على فرقة أمواج، إذ أن لديهم رسالة سياسية إنسانية على أمل إيصالها للغرب، بقالب فني غنائي موسيقي مدروس ومنهجي، ما يدلل على أن نضال الشعب الفلسطيني متعدد الأدوات الكفاحية، لقضية واحدة مظاهرها:


أولاً، المعاناة جراء الاحتلال والاستيطان والبطش ومصادرة الحقوق، والحصار والتجويع وصولاً إلى الاعتقال وليس انتهاء بالقتل والتصفية، فالموت نهاية المطاف لحياة الإنسان، أما في المستعمرة الإسرائيلية، فلديهم اعتقال وحجز للجثة حتى بعد القتل والتصفية الجسدية، وينفردون بهذا السلوك الهمجي المتطرف ضد الفلسطينيين عن كل الاحتلالات البائدة في العالم.


ثانياً، النضال بكافة الأدوات المتاحة، مع الاستعداد المسبق لدفع الثمن والتضحية، كما نرى ذلك ونشاهده في قطاع غزة، وسائر المدن الفلسطينية.


أداء فرقة أمواج بالتعابير الفنية والموسيقية والمسرحية والـ "أوباريت" الذي قدموه، يصب في مجرى خدمة النضال الوطني الفلسطيني، برقي يتوسل الأداء المتقدم لدى الشعوب المتطورة المتحضرة، ولهذا لم تكن صدفة أن الفرقة زارت العديد من البلدان الأوروبية، وحظيت باهتمام ملفت في بلجيكا وفرنسا، وغيرهما، ونالت الرضى والتقدير للأداء الفني، وللقضية السياسية التي تعمل من أجلها، وتسويق معاناة الشعب الفلسطيني، وكسب الأصدقاء الأجانب لعدالتها وتطلعاتها.


لقد أخطأت الفرقة بتقديم المشهد الأول من مسيرة طفلة لاجئة سورية، ما خلق حالة من الاستياء لدى قطاع من الحضور غادر المسرح لأن دوافعه هي مشاهدة فرقة فلسطينية قادمة من فلسطين، تقدم عرضاً فلسطينياً، وليس قصة طفلة سورية لها كل التضامن والاحترام والتقدير، ولكن المطلوب من الفرقة أن تقدم وجبة فلسطينية، وهذا ما فعلته في المشهد الثاني المتأخر، وتم ذلك بعد أن خرج العديد من الحضور، بعد أن أنهت الفرقة المشهد الأول، ولم ينتظروا رؤية المشهد الثاني عن أطفال غزة، ولم يستمعوا إلى أغاني فلسطين التي قدمتها الفنانة المتمكنة زينة برهوم.


ما بادرت إليه وغيرته جيسكا بطشون مسؤولة البرامج الثقافية بين الأردن وفرنسا، وخبراتها في التعامل مع البلدان الأوروبية، فرضت عرضاً مغايراً في مخيم الوحدات، بينما كان يفترض أن تفعل ذلك في العرض على مسرح مركز الحسين الثقافي، بحيث تعطى الأولوية للمشهد الفلسطيني الذي حمل عنوان "من أجل أطفال غزة" .


الاهتمام الفرنسي من قبل السفير الذي قدم كلمته بالعربية، وطاقم المعهد الفرنسي، يدلل على مدى ما تتمتع به فلسطين وشعبها وأدوات عملها من دعم وتعاطف وحضور، ولهذا يستحقون الاحترام على ما فعلوه وقدموه من رعاية واهتمام للفرقة الفلسطينية.

..........
أداء فرقة أمواج بالتعابير الفنية والموسيقية والمسرحية والـ "أوباريت" الذي قدموه، يصب في مجرى خدمة النضال الوطني الفلسطيني، برقي يتوسل الأداء المتقدم لدى الشعوب المتطورة المتحضرة.