"واشنطن بوست": دعم استخباري أميركي ساعد إسرائيل في الوصول إلى المحتجزين
بحسب تقرير مفصل لها ، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن عملية إنقاذ المحتجزين التي أدت إلى مجزرة بشعة، قتل فيها 300 مواطن ، معظمهم من الأطفال والنساء ، وجرح فيها على الأقل 600 مواطن فلسطيني (معظمهم أيضا من الأطفال والنساء)، يوم 8 حزيران في مخيم النصيرات، اعتمدت على كمية ضخمة من المعلومات الاستخبارية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل.
وبحسب التقرير، كثفت الولايات المتحدة منذ السابع من تشرين الأول جمع المعلومات الاستخبارية عن كل ما هو موجود في غزة، بما في ذلك ملاحقة المقاتلين ، وعناصر حركة حماس بأساليب مختلفة، ولكنها دقيقة ، وأعطت إسرائيل كمية غير عادية من لقطات الطائرات بدون طيار، وصور الأقمار الصناعية، واعتراضات الاتصالات، وتحليل البيانات باستخدام برامج متقدمة، بعضها مدعوم ببرامج حاسوبية متقدمة، والذكاء الاصطناعي، وفقًا لما قاله (للصحيفة) مسؤولون استخباراتيون أميركيون وإسرائيليين حاليون وسابقون
"والنتيجة هي شراكة في تبادل المعلومات الاستخبارية ذات حجم نادر، حتى بالنسبة لدولتين عملتا تاريخياً معاً في مجالات ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك مكافحة الإرهاب ومنع إيران من تصنيع سلاح نووي" وفق الصحيفة.
يشار إلى أنه في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن واشنطن "قدمت مجموعة مكثفة من الأصول والقدرات والخبرات". وفي رده على تقرير واشنطن بوست بتاريخ 11 أيار، قال سوليفان إن المعلومات الاستخباراتية "ليست مقيدة أو مشروطة بأي شيء آخر. انها ليست محدودة. نحن لا نمنع أي شيء (عن إسرائيل) ؛ نحن نقدم كل الأصول وكل الأدوات وكل القدرة".
ويشعر مسؤولون آخرون، بما في ذلك المشرعون في الكونجرس ، بالقلق من أن المعلومات الاستخبارية التي تقدمها الولايات المتحدة يمكن أن تشق طريقها إلى مستودعات البيانات التي تستخدمها القوات العسكرية الإسرائيلية لشن غارات جوية أو عمليات عسكرية أخرى، وأن واشنطن ليس لديها وسائل فعالة لمراقبة كيفية قيام إسرائيل يستخدم المعلومات الأميركية.
وبحسب الصحيفة "منعت إدارة بايدن إسرائيل من استخدام أي معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة لاستهداف مقاتلي حماس النظاميين في العمليات العسكرية. سيتم استخدام المعلومات الاستخباراتية فقط لتحديد مكان الرهائن، ثمانية منهم يحملون الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى القيادة العليا لحماس - بما في ذلك يحيى السنوار، مهندس هجمات 7 تشرين الأول ، ومحمد ضيف، القائد الميداني لقوات القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس. وصنفت وزارة الخارجية الرجلين في عام 2015 على أنهما إرهابيين.
وقد تم التأكد من مقتل ثلاثة من المحتجزين الأميركيين الثمانية، وما زالت جثثهم محتجزة في غزة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن الولايات المتحدة قدمت بعض المعلومات الاستخبارية التي استخدمت لتحديد مكان أربعة رهائن إسرائيليين وإنقاذهم في نهاية المطاف الأسبوع الماضي في عملية أسفرت عن مقتل أكثر من 270 فلسطينيًا، وجرحت 600 آخرين ، معظمهم من النساء والأطفال ، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، مما يجعلها واحدة من أكثر الأحداث دموية، في الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون للصحيفة إنه قبل هجمات 7 تشرين الأول، لم يكن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يعتبر حماس هدفا ذا أولوية. وقد تغير ذلك على الفور تقريبًا بعد هجوم السابع من تشرين الأول ، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1100 منهم 311 جندي واحتجاز ما يزيد عن 250 رهينة وفق التصريحات الرسمية الإسرائيلية .
وبدأ أفراد من قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأميركي (JSOC) العمل جنبًا إلى جنب مع ضباط وكالة المخابرات المركزية في محطة الوكالة في إسرائيل، وفقًا لمسؤولين أميركيين. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن أفراداً من وكالة الاستخبارات الدفاعية بدأوا الاجتماع مع نظرائهم في البلاد "بشكل يومي".
كما أرسلت وزارة الخارجية مبعوثًا خاصًا للرهائن التقى علنًا بالمسؤول الإسرائيلي الرئيسي الذي يشرف على جهود إنقاذ الرهائن. ويعمل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضًا في إسرائيل للتحقيق في هجمات حماس على المواطنين الأميركيين والمساعدة في جهود استعادة الرهائن.
في الأسابيع الأولى من الحرب، طلب الإسرائيليون المسؤولون عن تحديد مكان الرهائن في قطاع غزة الذي يعتبر من أكثر الأماكن اكتظاظا بالبشر في العالم، معلومات محددة من الولايات المتحدة للمساعدة في سد الفجوات فيما عرفوه من مصادرهم الخاصة، حسبما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون حاليون وسابقون للصحيفة. . وتضمن ذلك معلومات محددة، بالإضافة إلى تقنيات وخبرات لتحليل كميات كبيرة من الصور وتراكب صور مختلفة لإنشاء صور أكثر تفصيلاً، بما في ذلك صور ثلاثية الأبعاد، للتضاريس في غزة.
وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين، الذي رفض تقديم تفاصيل، إن الأميركيين قدموا "القدرات التي لم تكن لدينا قبل 7 تشرين الأول". لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا ثانيا أشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت صورا فضائية مفصلة للغاية تفتقر إليها إسرائيل.
وأكد سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن القوات الأميركية لم تشارك في مهمة إنقاذ الرهائن الأربعة. وقال "لم تكن هناك قوات أميركية، ولم تكن هناك قوات أميركية على الأرض تشارك في هذه العملية. وقال سوليفان لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة سي إن إن يوم الأحد الماضي: "لم نشارك عسكريًا في هذه العملية". وأشار إلى أننا "قدمنا الدعم بشكل عام لقوات الدفاع الإسرائيلية حتى نتمكن من محاولة إعادة جميع الرهائن إلى الوطن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيين الذين ما زالوا محتجزين".
وعلمت القدس من مصدر مطلع اشترط عدم ذكر اسمه، أن "هناك العشرات "عدة دزينات" ، وربما قرابة اللواء من القوات الخاصة الأميركية الموجودة في إسرائيل على بعد أمتار من الحدود الإسرائيلية مع غزة؛ بعضها من الجيش، وبعضها من القوات الخاصة التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، إلى جانب عدد لا بأس به من المتعاقدين الأميركيين المختصين الذي أمضوا سنوات طويلة في العراق وأفغانستان – وحتى سوريا، واللذين طوروا، بمساعدة الذكاء الاصطناعي وسائل تقنية لم تكن معروفة سابقا عن تحديد مكان الرهائن".
وقال المصدر الذي كان قد عمل في هذا المجال في عدد من الدول العربية والأفريقية ، "الأكيد أن إسرائيل لما كانت ستستطيع بتنفيذ هذه العملية دون الاستخبارات والأدوات الأميركية " ولكن، وفق قوله، "لا أعتقد أن القوات الأميركية النظامية (من الجيش أو أل CIA ) شاركوا في المعركة ، لأن قوانين الاشتباك الأميركية ترفض الخسارة المدنية بحجم ما رأيناه يوم السبت الماضي (بين المدنيين الفلسطينيين في مخيم النصيرات) ، لكن إسرائيل ليس لها خطوط حمراء مشابهة". وأضاف "هذا لا يعني أن عناصر من المتعاقدين (المرتزقة) مع الشركات الأمنية الأميركية (مثل بلاكواتر) ، سواء كانوا مواطنين أميركيين أو من أستراليا وبريطانيا لم يشاركوا؛ أنا أعتقد أنهم على الأرجح شاركوا".
ووفقا لما أقرت به المصادر الرسمية الأميركية، بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية، كان هذا الدعم يتألف من أعضاء قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، وهي قوة العمليات الخاصة النخبة التي تتمتع بخبرة عميقة في عمليات إنقاذ الرهائن. وقال مسؤولون أميركيون إن أعضاء المجموعة يعملون في إسرائيل، بالشراكة مع ضباط المخابرات الأميركية، منذ بدء الحرب.