أفيقوا أيها الملتصقون بالكراسي..!!

مايو 13, 2024 - 17:03
أفيقوا أيها الملتصقون بالكراسي..!!
من يتطلع الى اسرائيل من جهة والعالم العربي من جهة اخرى، من حيث القوة والتأثير، يحس بالالم الشديد ولا يكاد يصدق ما يحدث وما يراه باستمرار، لأن سكان اسرائيل ويهود العالم كلهم تقريبا، لا يتجاوز عددهم عدد سكان القاهرة وحدها تقريبا، ومن يتطلع الى ثرواتهم يدرك بسهولة ان ثروات العالم العربي من النفط بصورة خاصة، تتجاوز ثروات يهود العالم اضعافا مضاعفة.
والنكد الاكبر ان من يتطلع الى نفوذ اليهود في العالم يتجاوز اضعافا مضاعفة، نفوذ هذا العالم العربي المترامي الاطراف بكل ثرواته وكنوزه وموقعه الاستراتيجي وتاريخه العريق.
نحن العالم العربي الذي انطلقت من رحابه الديانات السماوية وانتشرت في كل انحاء العالم، يقعد اليوم يتحدث عن الماضي فقط ولا يذكر عمليا الحاضر والمستقبل، وبالوقت نفسه نجد الاقوياء بالتفكير والعلم والرؤيا البعيدة يسرحون ويمرحون وينهبون الاموال ويسيطرون على المواقع والثروات.. والعرب يبرزون بالخطابة والبيانات ولا يتوقفون عن اجترارها.
كيف يمكن تغيير ما نحن فيه وما هي الوسائل لتحقيق ذلك؟ والجواب يبدو سهلا ولكن المشكلة في التنفيذ، والجواب هو في تغيير العقلية الانفرادية التي تسيطر على من يحكمون، بحيث نجد ان من يصل الى كرسي الحكم يلتصق به ولا يتركه الا في حالة الوفاة او حدوث انقلاب يخلع الكرسي ومن يجلس عليها، ونظل ندور في هذه الدائرة المغلقة، لأن من يقوم بالانقلاب يلتصق هو الاخر بالكرسي حتى يحدث ما يخلعه، وتتكرر القصة او المأساة التي نعاني منها وتقف حجر عثرة امام اي تقدم او انتصار لنا.
وحتى لا يكون هذا الكلام اقوالا في الهواء ، فإن التساؤل الكبير في هذا السياق، هو لماذا لا تجري انتخابات رئاسية صحيحة وصادقة في بلادنا لكي ينتخب الشعب من يريده ان يكون حاكما للفترة الرئاسية المحدودة، ولماذا هذا الالتصاق بالكراسي بلا قيود او حدود؟
ومع الاحترام للرئيس ابو مازن، فإن السؤال موجه اليه حول هذا الموضوع، وهو لماذا يا ايها السيد الرئيس لا تدعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية حتى يقول الشعب كلمته؟ واذا كانت الحجة بالاحتلال ورفضه اجراء انتخابات بالقدس، فإن الجواب لا يكون بوقف الانتخابات او عدم اجرائها، وانما باجراء الانتخابات في كل المواقع الاخرى، ويستطيع سكان القدس المشاركة في ضواحي المدينة، او حتى بالمدن القريبة الاخرى، لأن عدم اجراء الانتخابات مرفوض كليا وليس هو الحل او الرد على ممارسات الاحتلال المرفوضة اساسا..
لا بد من الاشارة هنا الى هذا الانقسام المخجل بين الضفة وغرة او بين فتح وحماس، والتأكيد ان الانتخابات الحقيقية السليمة هي الجواب الذي يؤدي الى انتهاء هذا الانقسام الذي يتعارض مع كل المفاهيم الوطنية ومع كل الرغبة في مواجهة هذا الاحتلال المدمر.