آلاف الجرحى المسجلين على قوائم السفر يصارعون الموت بعد إغلاق المعبر

مايو 12, 2024 - 17:40
آلاف الجرحى المسجلين على قوائم السفر يصارعون الموت بعد إغلاق المعبر

واصل آلاف المواطنين الفرار من شرق رفح إلى غربها وبعض المناطق المجاورة لها، تحت وطأة قصف الاحتلال الذي طاول مناطق مختلفة، واندفاع قواته تدريجياً نحو قلب المدينة، التي بدأت عملية قضم للمزيد من أحيائها التي تفيض بالنازحين، وذلك بالتزامن مع فتحه حلقة تهجير مماثلة في جباليا، التي أعاد مطالبة المواطنين فيها بالرحيل وسط تنفيذه "أحزمة نارية" عنيفة في جباليا ومدينة غزة.

وبموازاة ذلك، عرضت واشنطن على إسرائيل بناء مدن خيام لاستيعاب النازحين، وفقا لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" التي أشارت الى مخاوف أميركية "جدية" بشأن نهج إسرائيل في حملتها العسكرية، ووصول الأمر إلى ذروته في رفح.

وأشارت مصادر محلية إلى أن سيل النزوح من رفح لم يتوقف في اليوم الخامس من احتلال الجيش الاسرائيلي معبر رفح والمناطق الشرقية من المدينة، ومواصلته مطالبة المواطنين بمغادرة المدينة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه قرر إعادة قواته إلى مدينة جباليا شمالي قطاع غزة وترحيل السكان منها، زاعما أن سبب ذلك هو "محاولات حركة حماس استعادة قدراتها هناك".

وذكرت وكالة "رويترز" أن الجيش الإسرائيلي أصدر أمس مزيدا من أوامر التهجير لسكان مناطق شرقي رفح وطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي.
وكان جيش الاحتلال وجه سابقا إنذارا لتهجير سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح، تمهيدا لاجتياح محتمل للمدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نعمل على إجلاء السكان من مناطق شرق رفح إلى مناطق أخرى"، كما و "بدأنا صباح اليوم - أمس- إخلاء مؤقتا في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة".

وتزامن هذا مع إعلان الجيش الإسرائيلي شن عمليات حربية عنيفة في شمال ووسط قطاع غزة، بعد أن قال سابقا إنه أنهى عملياته العسكرية في تلك المناطق.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن "العملية في رفح ستستمر نحو شهرين، وستتم على مراحل بحيث يمكن إيقافها بأي لحظة حال التوصل لاتفاق بشأن الأسرى المحتجزين في غزة".

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن التقديرات تشير إلى فرار 150 ألف شخص حتى الآن من رفح، في الوقت الذي كررت فيه إسرائيل أوامرها بمزيد من الإخلاء من رفح نحو وسط المدينة وغربها.

وأشارت الاونروا، إلى أن 300 ألف فلسطيني على الأقل تأثروا جراء توسيع الجيش الإسرائيلي أوامره للسكان بإخلاء مناطق سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة وجباليا بشمال القطاع.

ويهدد إغلاق معبر رفح البري مع مصر، حياة آلاف المرضى والجرحى، عبر استمرار حرمانهم من السفر للعلاج، إضافة لمنع تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية للقطاع.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن 11 ألفاً من جرحى الحرب، و10 آلاف مريض بالسرطان، بحاجة ماسة للسفر من أجل تلقي علاج منقذ للحياة بالخارج، بعدما عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير ممنهج للمستشفيات.

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين أندريا دي دومينيكو في تصريح لقناة "الجزيرة" بأن النازحين في غزة أجبروا على الرحيل للمرة السابعة، مشددا على الحاجة إلى التحرك في معبر رفح وإدخال المساعدات لغزة فورا.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أن إدارة جو بايدن، أبلغت إسرائيل أن نقلا آمنا لآلاف الفلسطينيين في رفح سيستغرق عدة أشهر، وأنه "لا يمكن نقل الفلسطينيين لأراض قاحلة أو أخرى تتعرض للقصف" كما وأبلغت إسرائيل بوجوب تهيئة الظروف للفلسطينيين الذين سيتم إجلاؤهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل، تقديم مساعدة قيمة إذا تراجعت عن غزوها الواسع لرفح، موضحة أن المساعدة الأميركية، تضمنت تقديم معلومات استخبارية لتحديد موقع قادة حركة حماس، والعثور على أنفاق مخفية.

وعرضت واشنطن على إسرائيل بناء مدن خيام مجهزة للفلسطينيين الذين تم "إجلاؤهم" من رفح، وفقا للصحيفة.

وأضافت نقلا عن مسؤول أميركي، أن واشنطن لديها مخاوف جدية بشأن نهج إسرائيل في حملتها العسكرية وقد يصل الأمر إلى ذروته في رفح.

ونفذ جيش الاحتلال غارات مكثفة استهدفت مناطق في جباليا ومدينة غزة، فيما أشارت وسائل إعلام فلسطينية الى وقوع اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة في محاور شمالي القطاع.

وقالت حركة "حماس" إن الإعلان الإسرائيلي ببدء عملية عسكرية في جباليا شمال قطاع غزة، مع العمليات المستمرة برفح جنوبه وحي الزيتون وسطه، هو "تأكيد على إصراره المضي في حرب الإبادة".

وحمّلت حماس الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن المسؤولية كاملة عن تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين، كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمغادرة ما وصفته "مربع المواقف الخجولة" والضغط لوقف العدوان وتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين.

وقال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، ان اجتياح رفح يجب أن يعني إنهاء جميع المساعدات العسكرية الأميركية لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، لافتا إلى أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح "له بالفعل تأثير دراماتيكي ويجعل الوضع الكارثي أسوأ"، وانه "لا يمكننا أن نستمر في التواطؤ في هذه الكارثة الإنسانية".

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن أوامر إخلاء المدنيين المحاصرين في رفح إلى مناطق ليست آمنة أمر غير مقبول، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى احترام القانون الإنساني الدولي وعدم القيام بعملية برية في رفح.