من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم
يقول لكم بايدن: لا تدخل ، فهناك طرق أخرى للقضاء على حماس ، ويقول لكم ترامب : ادخل ، من أجل المتعة، متعة القتل والدمار. سيقول لكم شعب رفح : نحن لسنا قطيعا ينتظر الذبح في المسلخ، قد تقتل خمسين ألفا آخرين منا، لكنك لن تقضي علينا، نحن لسنا "هنودا حمر" ، نحن شعب ننشد التحرر من نير همجي ظالم ، طال واستطال .
القوة الامريكية ، من خلال شرطتها و بلديتها وحاكمها وحرسها الوطني دخلت الجامعات ، وقمعت الاحتجاجات ، واعتقلت المئات من النشطاء ، طلابا وطالبات ، فماذا حققت؟ زاد تصميم الطلبة على الاستمرار ، وتوسعت رقعة الجامعات داخل أمريكا وخارجها ، وتوقفت الامتحانات ، وتوقف التخرج . هل يعرف ترامب ما معنى استيعاب الاب والام وربما الجد والجدة ، ان يتأخر تخريج ابنهم او ابنتهم بعد عشرين الى ثلاثين سنة من الجهد والدراسة ، ان يتأخر الى أجل غير مسمى . وهل يعتقد ترامب ان عائلات الطلاب ستنظر الى الموضوع كما نظر هو له بانه "ممتع ويستحق المشاهدة" ، أم تراهم يذهبون الى أبنائهم ، يسألونهم لماذا يفعلون ما يفعلون ، ولماذا يغامرون بمستقبلهم ، وهل يستحق السبب أيا كان كل هذه التضحيات ، والتي بها ومعها يواجهون سلطة الدولة والولاية والمدينة والجامعة . وحين يعرفون انها حرب إبادة جماعية تشنها دولة إسرائيل منذ سبعة أشهر ، على شعب أعزل ، مهجر منذ سبعين سنة ، محتل منذ خمسين ، محاصر برا وبحرا منذ عشرين ، وان دولتنا أمريكا تشارك في هذه الحرب بقدم وساق، وبالباع والذراع ، بالعتاد والمال والرجال. حينها ، سيشد الأب على يد ابنه، و يقول له : امض قدما يا بني، لا قيمة لعلمك دون خلقك ، وأنا معك .
سيقول الرفحيون: يكفينا فخرا ان جامعة كولومبيا - بما تمثل في العلم والفكر والمعرفة والتقدم - أن تقف الى جانبنا.