خطر مُطلق إن لم نتداركه
سعدات عمر

خطر مُطلق إن لم نتداركه
سعدات عمر
من أين نبدأ رحلة العودة. الإنطلاق والعودة هي الشرعية، ولحظات القتل والتصفية الجسدية بعد وقف الحرب على غزة هدفه قتل كل حياة منشودة. أن نُخلق ونبتكر من الواجب على الجميع أن نُدرك الرؤيا التي تستطيع أن تستوعب الوحدة الكاملة التامة رغم عٍلَّاتها وأن نضبط بهذه الرؤيا فكرنا وسلوكنا. هكذا نريده إيماناً بكونه قيمة تحتفظ بحجمها وفاعليتها.
لماذا تُصٍرُّ حماس على ظلام الليل وعمى البصيرة والكل الفلسطيني يستمر على التخاطب بصيغة الجمع وصيغة الجمع هذه ثابتة ما دام فينا وعي. طوبى لكل من يحمل على كتفيه شعبه دون أن ينحني حتى لا يوجٍد وجوداً مُحطَّماً. فكل من يرتفع فوق هامته يستطيع أن ينعتق من عقله الصغير *كما العتق من النار* المليء بالتساؤلات وأن يقف شامخاً بلا خوف أو وجل وسط السكون العميق ووسط الأهوال متألماً صاعداً إلى فلسطين بلا توقف من قمة إلى قمة مُدركاً أن الإرتفاع لا نهاية له، فشعبنا الفلسطيني واحد أينما وُجٍد مدجج بالإيمان شديد المُعاناة عظيم القُدرة مُحارب في كل المواقع، وعلى الحدود بكفاحه الشاق بقلب الإنسان كونه إنسان يُناضل ليل نهار للوصول إلى حريته واستقلاله ودولته بعيداً عن الفئوية والتَّعصُّب يقول دائماً *أنا وأنت لنا وجود أنا وأنت كيان واحد هذا نداء فتحاوي يتكرر منذ العام 1959 في كل زمان ومكان نسمعه بداخلنا كما سمعه كل شهداء فلسطين* سيقولون الكثير عما يقومون به من اعدامات عبثية وستلوكها الألسن هذا مستحيل.
هذا مستحيل فعلاً فشعبنا الفلسطيني كله شعب مناضل عاضد للحق قدر المُستطاع، هناك في غزة حيث الجوع لباس أهلنا والعناء الكثير. للقاصي والداني أرضنا الفلسطينية بوحدة شعبها ستنهض جسداً كاملاً بأحمرها وأبيضها. بأسودها وأخضرها بمدنها وقراها ومخيماتها بسهولها وسهوبها وهضابها وجبالها وأشجارها بأنهارها وينابيعها ووديانها بشواطئها ورمالها *والله العلي القدير لن ينس صرخة الحرة الماجدة الغزاوية فصدى صوتها ما يزال يزلزل الأركان يقفز من فوق السحاب أكثر قدرة وأكثر قوة بمعنى النضال التحرري والكفاح المتواصل إلى الأمام مع كل فعل شجاع في اللحظات الرهيبة لا كمن يغيب ويتمترس في دروب اللاجدوى المتعددة الألوان والأجندات يقتل ويظلم ويسفك الدماء بغير الحق.