حكايات 4 محررين من ذوي الأحكام المؤبدة أُبعدوا إلى غزة

بعد سنوات طويلة قضوها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنفس عشرات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد عبق الحرية، بعد أن تحوّلت أعمارهم إلى قصة مقاومة داخل الزنزانة، ومعركة من أجل الكرامة رغم القيد.
ومن ضمن الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد الذين ذاقوا طعم الحرية 4 معتقلين كانوا مثالا حيا لما عاشه الأسرى من ألم لم يفارقه الأمل، وهم: سمير أبو نعمة، ومحمود عيسى، وباهر بدر، ومحمد أبو طبيخ.
تحرر هؤلاء الأربعة، بعد أن أبعدوا إلى مصر، لكن وجوههم تحمل أعواما من التعب، ومشاهد من الفقد لا تمحى؛ خرجوا من سجون الاحتلال، لكنهم تركوا خلفهم مئات من رفاق الدرب، بينهم من انتظر الصفقة ولم يئن أوان كسر قيده.
سمير أبو نعمة من الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، حين اعتُقل سمير أبو نعمة عام 1986 كان شابا في 26 من عمره، يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الفنادق، لكنه كان أيضا مقاتلا في صفوف حركة فتح.
حكم عليه بالسجن المؤبد، وتنقل خلال الأسر بين سجون الاحتلال، وخاض الإضرابات، وشارك في قيادة فعاليات الحركة الأسيرة.
أصيب بأمراض عديدة، وأُجريت له 6 عمليات جراحية داخل السجون، من دون أن يُفرج عنه رغم تصنيفه ضمن فئة الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو للسلام.
فقد سمير والدته و3 من أشقائه أثناء اعتقاله، من دون أن يُسمح له برؤيتهم أو وداعهم، وبقيت والدته تنتظره حتى فارقت الحياة.
محمود عيسى لم يكن محمود موسى عيسى مجرد أسير فلسطيني، بل نموذجا فريدا للمثقف المقاتل، وصاحب واحدة من أبرز التجارب الفكرية والتنظيمية داخل الحركة الأسيرة.
وُلِد في بلدة عناتا قضاء القدس في 21 مايو/أيار 1968، وانخرط في كتائب القسام فور تأسيسها، وأسّس ما عرف لاحقا بـ"الوحدة الخاصة 101".
اعتُقل عيسى في 3 يونيو/حزيران 1993، بعد مطاردة دامت أشهرا، وحكم عليه الاحتلال بالسجن 3 مؤبدات و46 عاما.
باهر بدر، الذي اعتقل قبل زفافه بأيام، حكمت المحكمة عليه بالسجن المؤبد 12 مرة، بعد تحقيق استمر أكثر من 4 أشهر.
محمد أبو طبيخ، الذي حصل على 3 درجات بكالوريوس خلال سجنه، اعتُقل مجددا في 28 يوليو/تموز 2002، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن المؤبد مرتين.
مصلحة السجون الإسرائيلية أعلنت أنها أتمّت عملية الإفراج عن 1986 أسيرا فلسطينيا، حيث كان من بين المفرج عنهم 250 محكومين بالمؤبد.