لوحة السفارة
سعدات بهجت عمر

لوحة السفارة
سعدات بهجت عمر
فلسطين قيمة عظيمة، ووحدة فلسطين الوطنية قيمة أعظم فإذا كانت فلسطين مجرد لوحة متشابكة فإن وحدة فلسطين يعني توحداً بين هذه اللوحة وبين المكنونات السامية فتصبح الأطياف السياسية والإجتماعية قيمة ذات شفافية، وتأخذ مضمونها ودلالاتها فتعشق مبدعها الرئيس أبو مازن، وتلهم عشاقها أبو عمار، وأحمد ياسين، والشقاقي، وأبو علي مصطفى وغيرهم وغيرهم، وتتلون رؤية المسافات في الزمان والمكان، وتوغل في أعماق كل فلسطين لٍتُفَجٍّرَ بداخله ينابيع الوحدة. فيتوسد الشهيد فلسطين الأرض، ويستحم بأشعة الشمس على وجهها.
هذه الأطياف التي عشقها أحمد موسى، وأبو علي إياد، وأبو جهاد، وعمر القاسم، وجورج حبش، وجهاد جبريل، وزهير محسن، وعبد العزيز الرنتيسي، والجعبري، ولن يكون آخرهم المطران ايلاريون كبوجي، ورسمها الشهيد قنبر في القدس بالقاني المُقدَّس لأنها أحلام ثائر حبه لم ينم يعرف من فلسطين تراتيل، ومزامير، ويأخذ من أعماق رئيسها أبو مازن حُباً فيُلون بها الأطياف، والحدود، فيصبح النهر المُقدَّس مقطوعاً من جديد من حبل المَسَرَّة، وطائر العنقاء بعد هذه السنين العجاف الطويلة إنتفض وبان جماله العربي، وثمرة ناضجة من بيروت يافعة، ورائحة المناضلين، والشهداء في صبرا وشاتيلا، وتل الزعتر، وبرج البراجنة، ومار الياس، والضبية، وعين الحلوة، وبرج الشمالي، والرشيدية تحملها أحراش وصنوبرات جرش، وعجلون، ودبين حيث تتعدد الأطياف، ويتعدد العدو، ووجه الثورة واحد يأخذ معان متعددة ولكنها لا تتناقض.
السفارة الفلسطينية في بيروت تأخذ ألوان الطبيعة الفلسطينية القُدرة الرٍقة والمجد والجمر لتصوغ الصورة الفكرة التي يريد الرئيس أبو مازن من خلال السنين التي تعدت الخمسين من عمر الإنطلاقة مُطلقاً عنان رؤيته الشاملة للحتمية، ومُستنداً إلى مقام أبي عمار الذي هو على الطريق إلى القدس سارية الدولة من المعراج والقيامة حيث اللاإغتراب عن ينابيع منظمة التحرير الفلسطينية، وحيث تسقط أوهام العدو المحتل، والمتخاذلين الذين يكتبون أسماءهم على قارعة الطريق المُتَّسخة بحجة تفجير اللغة العربية. فالثابت يظل ثابتاً، وللقضية عَبٍقاً فتخرج من حدودها الجغرافية إلى مجال كونية فلسطين والدولة.
هذا المقال له قصة كتبته ونشرته في العام
2017 أُعاود نشره اليوم