مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

بقلم: الكاتب عيسى دياب

أغسطس 26, 2025 - 12:44
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

واقعية الإنسان في تقييم ذاته من حيث قدراته وطبيعته هو عامل ومفتاح تقبله في محيط عمله ومجتمعه، بما أن مجال عملي هو الإدارة فلا بد لي من التحدث في مجال عملي إذا ما كان للحديث فائدة تعود للمستمع! أما وأن أتحدث في ما أعرف وما لا أعرف سأكون أحد أسباب التشتت الفردي والمجتمعي، لماذا أصف لصديقي الدواء وجارنا طبيب؟ بما أن لكل حالة صحية وإن تشابهت أعراضها! سبب وعلاج، هذا الخروج عن الفطرة الصحيحة سبب الأذى لصديقي المريض وللطبيب وأخيراً المجتمع.

ويقول الرسول الأمي قل خيراً أو اصمت، هذا التوجيه ليس محصورا بحالة بل يتلائم حتى في المزاح الذي يتطلب الأدب وعدم إيذاء الروح المقابلة.
لذلك نحتاج لعبارة تقال بصوت جهور قوي ثابت "إلزم حدك".

وان من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فعلى الطباخ تحضير الطعام وعلى السائق إيصال الناس بأمان وعلى رجل الدولة ضمان مستقبل وأمن شعبه.

ما أسعى لقوله أن في كل محنة ومنحة يتداعى الفهيم والبهيم متقيئاً جوفه في العامة ليشرح ويفند وجهات نظره المتقلبة والمتضاربة لا بل ويجهر ويتواقح في رأيه الخاطئ ليجتمع حوله أولي النظر الثاقب والروح المغادرة إلى نفوس قادة الأرض ويقال بأنه حق إسقاط أسم جلال الدين الرومي شيخ العارفين عليهم ليصبحوا شيوخ العارفين منهالين بكل لحظة وحين بالشتائم والتخوين ولن يتداركوا شرورهم بفعل غشاء على قلوبهم أن ما يعترضون عليه حقن دمائهم وصان أعراضهم وأن اللبيب من الإشارة يفهم.

قل خيرا او اصمت، إلزم حدك.

إلا أن التفكر هو طلب العلم، فمن كان يريد الخير لأمته عليه أن يتفكر ويتعلم، أن يقرأ ويتدبر هذا بالتأكيد سيساعده على فهم الواقع وإستشراف المستقبل ليكون حكيماً في قلبه صائباً في حديثه.

التطوارات السياسية والجيوسياسية في العالم تكاد تكون واقعاً جديداً مختلفاً تتحكم بها قوى عظمى لا يمكن مواجهتها راهناً بالصراخ والتخوين ولا بإظهار عظمات الصدر والساعدين! إنما تتطلب التبصر والتأني، الواقعية الحمائية، نحن في قضيتنا نمر في مخاض مؤلم سواء في دولتنا او شتاتنا، هذا يتطلب قول الخير لا الفتن، الوحدة لا الإنقسام، التبصر لا المصلحية.

فإن تفرقتم ذهبت ريحكم.

بقلم: الكاتب عيسى دياب