لا زبد غائر ولا ثلج ينسج

سعدات عمر
في الجوهر دار الصراع في المنطقة الشرق أوسطية أولاً على الساحة العربية أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى ثانياً قبل ذلك كان يدور على الساحة الإسلامية ولكن في جوهرهما اليوم يدور الصراع على الساحة الفلسطينية بين شعبنا الفلسطيني صاحب الأرض وبين إسرائيل على العلاقة برقعة الأرض الفلسطينية*فلسطين* إياها ناضل شعبنا الفلسطيني وما يزال من أجل البقاء على أرضه فلسطين والحفاظ على علاقته بها ليس كوسيلة إنتاج فحسب وإنما كوطن قومي فلسطيني مُحدد الهوية وما يزال هذا الصراع محتدماً على الأرض وفي المحافل الدولية وليس هناك ما يشير إلى أنه يوشك على ايجاد حل له وعلى الأقل ليس في إطار الكلام الدائر حالياً حول التسويات علماً أن شعبنا الفلسطيني قد خطى خطوة كبيرة نحو توفير إمكانات الحل عندما قبل بمبدأ المشاركة في الإنتماء الأرض بالتساوي في الحقوق والواجبات بقيادة الرئيس أبو عمار رحمه الله وما زال يخطو بقيادة الرئيس أبو مازن حفظه الله وسدد خطاه لما فيه خير شعبنا ولكن بعد إنجرار وزحف الأنظمة العربية إلى التطبيع وإقامة العلاقات مع اسرائيل والاعتراف بها دولة سائدة عربياً وإقليمياً ودولياً ظهرت الأهداف الغير مُعلنة لدولة إسرائيل العنصرية رافعة الشعار أما أرض العرب للعرب فنعم وأما أرض عربية فلا وهذا يعني إعلان إسرائيل دولة يهودية لتصل في نهاية المطاف إلى ما أشارت اليه موسوعة المعارف والمصطلحات الصهيونية بما يلي...وارتباط الدين هذا الإرتباط الكامل بالأرض هو تعبير آخر عن هذا النمط البنيوي الذي نلاحظه في اليهودية في تلمود بابل وتلمود طبريا وهو ارتباط المطلق بالنسبي الآمر الذي يجعل التسامي والجدل مستحيلين وهذا نسف كلمل لتوراة موسى عليه السلام وتفضيل التاريخ اليهودي المُزوَّر لأنه ليس هناك تاريخ يهودي والتاريخ اليهودي حسب التصورات التقليدية ومنها الإسرائيليات في ثقافة المسلمين والصهيونية إن هو إلا تعبير الإرتباط بالأرض وهو ارتباط في الواقع يربط التاريخ الحي والجغرافيا الثابتة مما يؤدي إلى إلغاء وجود اليهود التاريخي خارج فلسطين باعتبار أنه وجود خارج الأرض وبالتالي خارج التاريخ كما أنه يلغي تاريخ الأرض نفسها باعتبار أنها مكان مطلق مُعقم من الزمان خاو على عروشه ينتظر ساكنيه الأزليين المقدسين وقد لعبت النظرية الماركسية في هذا السرد الخطير من خلال مقولة نفي النفي هو إثبات لكن بوحدتنا الفلسطينية التي لا تنفصم عُراها ستؤدي حتماً إلى الوحدة العربية والتي ستؤول بدورها إلى الوحدة الإسلامية لتجسيد مشروع طبيعة الحال حول المسألة العربية الإسلامية في فلسطين وهكذا في ظلام الليل وفي وضح النهار لا توجد إسرائيل هنا...بل هنا فلسطين فقط. وبهذا من أوجد إسرائيل سيضع الأسباب لزوالها وهذا ليس على الله بعزيز.
فكلا للانخرافات العربية عن الخط القومي السليم في الساحة العربية لأنها بالتأكيد ستسهم في تعديل الخطوط ووضع الأمور في نصابها.