دعوة لأمين الأمم المتحدة ولرئيسى العدل الدولية والجمعية العمومية لزيارة غزة

مارس 20, 2024 - 11:40
دعوة لأمين الأمم المتحدة ولرئيسى العدل الدولية والجمعية العمومية لزيارة غزة
هاكم برنامج الزيارة.

عَبر أمين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بحس انساني صادق، عن غضبه وحزنه العميق تجاه مجازر الإبادة الرهيبة التي يتعرض لها أهل غزة، وطالت فيما طالت حتى اللحظة ١٦٥ من زملائه العاملين في "الأونروا".

الدول المتواطئة والدول الصامتة والدول المترددة والدول صاحبة الأقوال الطنانة والأفعال الخائبة، والدول التي تعمل بخبث خلف الكواليس مع القتلة، كلهم شركاء في الجريمة. لا أرصفة وموانئ بحرية لإمدادات غذائية تسعفهم، ولا برشوتات هوجاء تشفع لهم. صواريخهم وقنابلهم وجسورهم البرية والجوية والبحرية نصرة للكيان، واغلاقهم المعابر قسراً وتسخيرهم لأبواقهم الإعلامية وأقلامهم المأجورة..كلها، كلها تعريهم.
الإبادة تتم عبر البث الحي والشعب منتفض ومعه أيضا كثيرون من أصحاب الضمائر الحية في العالم، وجميعهم يتطلعون الان اليك كأمين عام للأمم المتحدة العام، شئت أم أبيت فأنت "رئيس العالم".
وعليه أدعوك لزيارة غزة الأسبوع القادم وهاك تصور لبرنامج الزيارة.
-ترأس وفدا أمميا مصطحبا معك دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العمومية، ونواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية، والإنسانة الرائعة فرانشيسكا البانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. توجهوا الى معبر رفح ومنه الى غزة، والهدف المعلن هو الدخول لمنطقة تعيش إبادة، وحصارا واحتلالا ونكبة وتهجيرا. الهدف هو مقابلة أهل غزة والتحدث معهم والاستماع لهم، لا أكثر ولا أقل من الناحية الإنسانية الصرفة.

-تفقد مركزا تابعا لـ "الاونروا" في رفح، وشارك عائلة غزاوية (أو من تبقى منهم على قيد الحياة) إفطارهم الرمضاني، وبما يتواجد على مائدتهم، ولا تسمح لمساعديك بترتيب إفطار "لائق" للتصوير، لإنك ستشاركهم إفطارهم. استمع وإياهم للزنانة فوق رؤوسهم وللقصف والانفجارات والخوف واسمع منهم كثيرا كثيرا ولا تتحدث الا قليلا.

-تفقد مركز "الاونروا" الأخير الذي قصف واستشهد بداخله خمسة مدنيين، احدهم زميل لك بالأمم المتحدة والآخر طفل دون سن الخامسة عشرة، وتحدث مع العاملين هناك. دعهم يحدثونك عن زميلهم الذي قتل وعن مخاطر العمل. التق بهم بعيدا عن أعين الكاميرات وطابور المسؤولين المتحلقين، واعتبرها جلسة تفريغ نفسي لهم بحضور المسؤول الأول في بيت الأمم المتحدة. تلمس ما معنى أن يفقدوا ١٦٥ من زملائهم والكثير من أفراد عوائلهم هم وأقاربهم.

-تمسك بحقك في الوصول الى شمال غزة، ولا تلق بالا للتهديدات من الأطراف المعهودة، ولا تستمع لتحذيرات دائرة الأمن والسلامة التابعة لمنظمتكم (ولهم تقصيرات كبيرة)، ولا تجعل الطريق البري الذي تم إنشاؤه على أشلاء ودماء الأبرياء فاصلا جنوب عزة عن شمالها يثنيك. ادخل الى الشمال، وتفقد أهل الخيام الذين يعيشون فوق ركام منازلهم، واكسر معهم صيامهم بكسرة خبز من تبن وعلف، وقم بزيارة عائلة زميل أو زميلة قتلوا قصفا او غدرا او عندما انهار عليهم مبنى كان يرفرف عليه العلم الأزرق. استمع لخصال هذه الزميلة أو الزميل الذي قتل ومن تركوا وراءهما وماذا كانت احلامهما.

- قم بزيارة لأنقاض مسجد، ولبقايا كنيسة، ومركز ثقافي. حاول أن تلتقى مع الصحفية الشابة الشجاعة المكلومة بيسان. اللقاء معها هو تأكيد على عشق شباب غزة للحياة.

-ادخل الى مقر رئاسة الاونروا المهدم، وقف والجميع دقيقة صمت على أرواح زملائك الذين استشهدوا. ضع لبنة من الطوب في منتصف المقر، وأعلن أن ها هنا سيبني نصبا تذكاريا لهم، وتذكارا لأعظم خسارة بالأرواح للعاملين بالمنظمة منذ تشكيلها.

-أمام كاميرات العالم وبصفتك الأخلاقية والسياسية والكونية، إدعُ لوقف فوري ودائم لإطلاق النار ولحرب الإبادة، وحدد وبلغة لا تحتمل اللبس ان بناء رصيف بحري للعمل بعد ٦٠ يوما وبارشوتات عبثية وتنقيط مساعدات عبر معابر برية لا تغنى ولا تسمن من جوع. أوضح للجميع أن العائلة التي معها افطرت وتموت جوعا ببطء لن يساعدها رصيف بحري بعد شهرين، ولا سفينة أمريكية ستصل بعد أسابيع حاملة وجبات ساخنة من مكدونالدز مثلا، وان المعابر البرية يجب ان تفتح على مصراعيها الان وحالا.

-ان مقتل ١٦٥من زملائك و٤٠٠ مدني كانوا يحتمون بمقار "الاونروا" هو جريمة حرب. أعلن وبوجود، رئيس محكمة العدل الدولية، انها كذلك وانك كسكرتير للأمم المتحدة ستشكل فريقا مختصا للتحقيق الرسمي، وستقدم الملف للمحكمة ولمحكمة الجنايات الدولية أيضا.

-أعلن من غزة أن الأمم المتحدة ستقاضي الكيان للتعويض المادي لاسر الزملاء الشهداء، والتعويض المادي للدمار الممنهج لمنشآت "الاونروا" وغيرها من منظمات الأمم المتحدة. وأعلن من غزة بإنك ستنشر على الملأ تقرير "الاونروا" المكتوم المتعلق بالتعذيب والإساءة الجنسية بحق عاملي "الاونروا" الذين تم اعتقالهم واستجوابهم وإكراههم على تقديم اعترافات قسرية.

-أعلن من غزة أن الأمم المتحدة لن تسمح ببدائل عن "الاونروا" واطلب من الدول زيادة تبرعاتها لها وتلك التي حجبتها بضرورة ارجاع دعمها لـ"الاونروا"، واطلب من الباحثين عن بدائل لها بالكف عن ذلك وبصريح العبارة.

وأخيرا وقبل الخروج عبر معبر رفح، اعقد لقاء صحفيا واعتذر فيه باسم الإنسانية لشعب غزة، لخذلالنا لهم، وكيف سمحنا لإبادة أن تتم وتستمر وببث حي لقرابة نصف عام.

مهما حصل او لن يحصل ( وحتى لو منعت من الوصول للشمال) ومهما كانت نتائج زيارتك، على الأقل يمكن لأبناء غزة أن يقولوا انك قدمت لغزة، وانتصرت للحق وللإنسانية ولحقهم بالحرية والخبز والحياة.
وكما يقولون بالانكليزية
" you at least owe them this”