قمع الشرطة الألمانية لمظاهرة داعمة لفلسطين في برلين واعتقالات واسعة

قامت قوات الشرطة في العاصمة الألمانية برلين باستخدام العنف واعتقال عدد كبير من المشاركين في وقفة دعم لفلسطين، حيث تظاهر مئات الأشخاص في شارع كورفورستيندام بالقرب من ميدان برايتشايد، احتجاجا على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وللفت الانتباه إلى سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد القطاع.
رفع المتظاهرون شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وقرعوا الأواني الفارغة تعبيرا عن أزمة الجوع التي يعاني منها السكان في غزة، نتيجة منع دخول المساعدات الإنسانية. وذكرت مصادر إعلامية أن الشرطة طلبت من المتظاهرين إنهاء وقفتهم ومغادرة المكان، إلا أنهم استمروا في الهتاف واعتصم بعضهم بالجلوس على الأرض، مما أدى إلى استخدام العنف من قبل القوات الأمنية وفرقعتهم واعتقال عدد كبير منهم.
وفي سياق متصل، خرجت مظاهرة تضامنية أخرى في ساحة فيتنبرغ ببرلين، حيث رفع المتظاهرون الأواني الفارغة وأطلقوا شعارات تطالب بوقف الإبادة في غزة، وإرسال المساعدات الغذائية، ورفعوا لافتات كتب عليها: "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، و"أرسلوا الطعام إلى غزة الآن"، و"أوقفوا الجوع في غزة، وأدخلوا الخبز"، بالإضافة إلى شعارات مناهضة لإسرائيل مثل: "إسرائيل الإرهابية"، و"إسرائيل قاتلة الأطفال"، و"الحرية لغزة".
وأفادت المصادر أن الشرطة اعتقلت على الأقل أربعة متظاهرين خلال هذه المظاهرة، في ظل تصاعد التوترات والاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين في برلين، والتي تأتي في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الألماني أن إسرائيل تزداد عزلة على الصعيد الدبلوماسي بسبب الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، في ظل توجه بعض الدول نحو الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أشار إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة الأخير حول "حل الدولتين" قاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يعكس تراجع الدعم الدولي لإسرائيل في الملف الفلسطيني.
قال الوزير يوهان فاديفول إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون أكثر جدوى بعد التوصل إلى اتفاق في مفاوضات حل الدولتين، لكنه أضاف أن العملية يجب أن تبدأ الآن، محذرا من أن برلين قد تتخذ خطوات أحادية، لم يوضحها بشكل محدد، في حال استمرت الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والتي قد تسرع من قرار ألمانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية، إلى جانب نية ألمانيا تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.
وأشار الوزير إلى أن حل الدولتين هو المسار الوحيد الذي يمكن أن يضمن حياة مليئة بالسلام والأمن والكرامة للشعبين، مؤكدا أن العمليات الإسرائيلية في غزة، التي ترتكب بدعم أمريكي، تمثل إبادة جماعية تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه المجازر، منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، مع استمرار المجاعة التي أزهقت أرواح الكثيرين، وسط تدهور كبير في الوضع الإنساني في القطاع.