المفاوضات في غزة تجازت حدود وقف إطلاق النار

الباحثة السياسية تمارا حداد: نتنياهو يسعى لهدنة تمنحه ورقة قوة دولية

يوليو 7, 2025 - 18:22
المفاوضات في غزة تجازت حدود وقف إطلاق النار

كشفت الأكاديمية والباحثة السياسية د. تمارا حداد، عبر شاشة وإذاعة كل الناس وفضائية معا صباح اليوم الإثنين، ضمن برنامج "محطات" عن كواليس المفاوضات الجارية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشارت حداد بأن هذه المباحثات تتجاوز حدود وقف إطلاق النار في غزة، بل وتشمل ترتيبات أوسع لإعادة رسم المشهد السياسي في المنطقة، بما يخدم مصالح الطرفين.
 وأكدت أن نتنياهو يسعى من خلال طرحه لهدنة مؤقتة تمتد لمدة شهرين، إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، وتلميع صورته أمام المجتمع الدولي، تمهيدًا لتحسين صورته الإعلامية وتعزيز فرصه في الفوز بجائزة نوبل للسلام، مع اقتراب اجتماع لجنة الجائزة نهاية سبتمبر الجاري.
وأضافت أن الهدنة التي يسعى إليها نتنياهو تهدف بالأساس لاستعادة الرهائن، دون الوصول لوقف شامل للعمليات العسكرية، كما يشترط لأي اتفاق دائم نزع سلاح حركة حماس وإنهاء حكمها في غزة، إضافة لنفي قياداتها العسكرية إلى الخارج. 

 وأكدت حداد بأن إسرائيل ترفض السلطة الفلسطينية كما ترفض بقاء حكم حماس، وتسعى لفرض إدارة بديلة تقوم على العائلات والعشائر المحلية، مبينة أن هذا السيناريو من شأنه تفتيت وحدة القطاع وإضعاف أي كيان فلسطيني سيادي، لصالح رؤية إسرائيلية تفرض واقع سياسي وأمني يخدم مصالحها طويلة الأمد.
وشددت حداد على أن المفاوضات لا تتعلق فقط بقطاع غزة، بل تشمل ملف حزب الله، إذ تسعى إسرائيل لنزع سلاحه سواء عبر الدبلوماسية أو الحرب، في الوقت الذي تسعى فيه لكبح جماح إيران، لا سيما فيما يتعلق ببرنامجها النووي، في إطار ما وصفته حداد مشروع إقليمي أوسع لإعادة تشكيل الشرق الأوسط".
ومن جهة أخرى، أشارت إلى أن نتنياهو يسعى لتحقيق مكاسب مباشرة، أبرزها إعلان السيادة على أجزاء من الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات، بالإضافة إلى التفاهم مع سوريا بشأن مناطق في الجولان وطرابلس، بما في ذلك السيطرة على المشاريع المائية، في إطار ترتيبات قد لا تُعلن كتطبيع لكنها تمثل إنهاء تدريجيًا لحالة العداء.

وختمت تمارا حداد حديثها، إن نتنياهو يطمح لتعزيز مكانته السياسية وضمان فوز حزب "الليكود" في الانتخابات القادمة، عبر تشكيل حكومة يمينية قوية دون ابتزاز من أطراف متطرفة، خاصة في ظل تهديدات داخلية وملفات فساد تلاحقه، وهو ما يدفعه للبحث عن "إنجازات سياسية كبرى" تعيد رسم صورته داخليًا وخارجيًا.
ومن الجدير ذكره، بأن غزة شهدت عدة جولات من التهدئة المؤقتة بوساطات دولية، أبرزها هدنة يناير 2025 التي شملت تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية.
 إعداد: شذى دعمه ورجاء أصلان