الباب ليس موصداً

مايو 27, 2025 - 15:43
الباب ليس موصداً

 سعدات عمر 
لا تزال فلسطين مساحة معنوية ومادية شاسعة كبرى واضحة الحقائق والعوامل والظواهر وأن المسح الشامل لهذا الوطن الفلسطيني أرضاً ومجتمعاً وانساناً لا يزال هو الهدف الأخطر والأعظم الذي يتحدى صميم وحدتنا الوطنية لأنه يؤلف الأساس العقلاني الأول لكل إستراتيجية موضوعية تتطلع إلى بناء المستقبل من إمكانيات الحاضر بعد معرفتها وتجييشها لخدمة مخططات التغيير المُتكاملة المدروسة بعد عودة قطاع غزة الى حضن الوطن الفلسطيني والشرعية الفلسطينية ليقتصر هذا التغيير على رصد تغيراته السياسية المُتوقعة أو المُفاجئة وعلى هذا فإن العمق الإجتماعي والتاريخي لهذه التغيرات وما يكتنفها من ظروف معقدة متشابكة بقيت بعيدة عن دائرة الضوء مستعصية على الوعي الموضوعي نافرة من أي منهجية عقلانية ثابتة المقاييس موثوقة الخطى والنتائج في حين أن قضيتنا الفلسطينية تقع على أخطر نقاط التقاطع والتحديات المصيرية بالنسبة لاستراتيجيات إسرائيل الذي يزداد وعيها كل بارتباط مستقبلها ووجودها أو نوعية هذا الوجود بمتغيرات قضيتنا الفلسطينية وحدها فتندفع هكذا مؤسسات لتضع إنساننا ومجتمعنا الفلسطيني تحت المراقبة الدقيقة وتُخضع ظواهره وبواطنه لأدق مناهج الكشف والتحليل حتى تتمكن إسرائيل من استباق نتائج أية مفاوضات مباشرة أو نتائج أي حوار وطني فلسطيني بنَّاء ووضع الخطط لإجهاض الثمرات الإيجابية وتغذية العوامل السلبية وعرقلة مسيرة أي وفاق وطني فلسطيني بقواه الخاصة باصطناع العقبات وتشريه الوعود إن كل الظروف المُضادة التي تُمارسها إسرائيل ضد نهضة شعبنا الفلسطيني ووحدته الواضحة بعد سيل النكبات في مخططاتها وسياساتها وخططها الإقتصادية لٍتُقدم دليلاً يومياً مُستعجلاً على شدة وعي إسرائيل لخطر استقلال حقيقي لشعبنا الفلسطيني له معالم حضارة جديدة مُعبرة عن شخصيته النضالية التاريخية ومؤكدة لخصوصية هذا النضال الإنساني المشروع وهي تُؤلف في مجملها حقيقة الموقف اللاانساني الذي يُحدد نوايا قومية مُصطنعة هرمة استهلكتها مظالمها الخاصة وأرعبها قيام مشروع دولة فلسطينية مستقلة جديدة فتية تطمح إلى إعادة تأسيس قيم العدالة الأصيلة التي فشلت السياسات الإستهلاكية في محاولات طمس وإلغاء الهوية الفلسطينية وتكريس الإنقسام حتى بعد تدمير قطاع غزة بالكامل.