تماثيل الرماد

مايو 22, 2025 - 16:29
تماثيل الرماد

تماثيل الرماد
عندما كان شعبنا الفلسطيني يسكن في أرضه فلسطين، ومع وجود شعبنا الفلسطيني كانت فلسطين أرضاً وشجراً ومعاني دينية تسكن في قلوب شعبنا يحضنها وتحضنه تنتقل معه من زنزانة إلى أخرى. من سجن إلى آخر. من ترحال إلى ترحال تشهد وتستشهد ولكنها لا تموت لأنها خالدة. كانت أزَّات رصاص شعبنا قصائد ثورية تُعبٍّر عن واقع ثوري تُلازمه وتعيش معه حتى التوحد والاندماج، لذا فإنها كانت الخبز والماء والهواء، ومن أدرك الإستعمار الصهيوني الخطر فعمل على إخراج السمك من الماء، ولم يكن يعلم أن السمك الفلسطيني برمائي وبرماجوي. فعندما أبعدت العصابات الصهيونية شعبنا الفلسطيني من أرضه قسراً وهجرته ذبحاً، وقتلاً خارج فلسطين تفاجأت أن فلسطين هي بمثابة الروح في مفهوم شعبها الفلسطيني الذي أدرك بعد تهجيره أن نابلس وحيفا والقدس وغزة وباقي مدن وقرى فلسطين لسن وحدهن  المحتلات من قبل المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين.، وإنما تعداهن الإحتلال الصهيوني إلى عواصم ومدن الوطن العربي. من هنا بدأت الفجيعة لقد اصطدم شعبنا الفلسطيني بتماثيل الرماد فصادروا قلب هذا الشعب وفتشوه فوجدوه مُتلبساً في حب الوطن العربي الكبير، هذا الحب كان في رأيهم من نوع الجريمة مع سبق الإصرار والترصد لذلك عذبوه حتى النخاع وما زالوا ونفوه حتى الغربة؟ ما أجمل الوطن العربي الكبير الذي أصبح اللاعربي عندما كان شعبنا الفلسطيني بعيداً عنه، كان هذا الشعب يزهو بالانتماء إليه ويفتخر كان يُحس بعروبته ويتلذذ بها، ولكن بعد اللجوء إلى منافى الشتات في الوطن العربي فقد تنكَّرت العروبة لهذا الشعب في شخصية شرطي وجلاد فألهبت الظهور منه بالسياط وحاكمته على حبه لها وافترضت عليه حالة من التفسخ والضياع. لقد أصبحت دماء مئات من آلاف الضحايا والشهداء قناديل حب ستحرق الظلام لتنير الطريق إلى الحرية لتنير المعابد لتحفر في سفر أحفادها طريق الكفاح ودرب المخاطر وما دم شعبنا في غزة والضفة يسيل ويصرخ يهتف للأرض للوحدة بإسم الحرائر بإسم الشيوخ بإسم الثكالى بإسم الأطفال الشهداء الأحياء.