حربُ المصطلحات، والعدوان على فلسطين

حربُ المصطلحات، والعدوان على فلسطين
بكر أبوبكر
في أتون العدوان الصهيوني الفاشي المستمر على شعبنا الفلسطيني في كل مكان سواء في قطاع غزة البطل الأسير أو الضفة، وفي الداخل تتداخل المصطلحات وتبدو أحيانًا أنها بريئة! وبعيدة عن التأويلات فيما الحقيقة أنها مغلوطة ومقصودة ومسمومة لأنها مُشبعة بالمضامين التدليسية والأكاذيب والأساطير التاريخية والتحيّزات والايحاءات المقصودة، وذات الطابع التفريقي (كما تسمية "الشرق الأوسط"، المحور السني، المحور الشيعي....الخ) إضافة الى أنها تُعطي انطباعا خاطئًا جدًا للمتابع، وهذا الأمر متواصل ليس من اليوم في فلسطين، وإنما منذ بداية رسوخ الكيان الصهيوني في أرض فلسطين. فحيث كان الفدائيون هم المخرّبون بزعم المحتل تطوّرالمصطلح ليصبح مع تصاعد نغمة رُهاب الإسلام أو"الاسلاموفوبيا" الى الإرهابيين ثم ليعود اليوم المصطلح ليطلّ برأسه من جديد، مع مصطلحات أخرى، وبأشكال مختلفة.
ولنتعرض فقط لعدد من المصطلحات التي راجت، بل وروّجت لها عديد فضائيات العرب بل وبأقلام أو أحاديث سياسيين وإعلاميين ومحللين متزنين للأسف مثل التالي:
1-العدوان أم "الحرب": العدوان الهمجي أو الفاشي على غزة أصبح مُغْفلًا لصالح مصطلح الحرب الذي فيه يكون هناك طرفان متوازيان! أو شبه ذلك ما هو مفقود بهذا العدوان حيث المُعتدي يبطش ويقتل ويذبح، والمعتدَى عليه يتلقى الضربات بأقل ردة فعل ممكنة وليس كما تُظهر الفضائيات قصدت أو لم تقصد من بطولات لا تتماشي مع حقيقة انقطاع القوة مقابل القوة العسكرية الإسرائيلية الداهمة. إذن هو عدوان وحتى لو حصلت مجابهة أو مقاومة للعدوان فهي كذلك تأتي ضمن ردة الفعل وليس ضمن فكرة أو مصطلح الحرب التي كما ذكرنا تعطي الانطباع الزائف بمساواة القوة العسكرية.
2- العدوان أم "العملية العسكرية": وأيضًا في مقابل العدوان أو الهجوم الصهيوني البربري/الوحشي نجد كلمة إسرائيلية مخفّفة هي "العملية العسكرية" وكأن الفعل مجرد عملية وتنتهي ومحدودة التأثير! فيما الحقيقة أن ما يحصل في غزة أو الضفة ليس "عملية عسكرية" وإنما اجتياح او عدوان وقتل واستباحة وهجوم فاشي دموي.
3-محور صلاح الدين/أم فيلادلفيا: حسب ما تيقّنت منه فإنه لا معنى لكلمة محور فيلادلفيا أو فيلادلفي بتاتًا وهو أطلق هكذا ما بعد العام 1982 وخروج الصهاينة من سيناء كليًا، اما الارتباط بالقائد صلاح الدين فيصح حيث حروبه لاسترداد فلسطين والقدس من مصر وسوريا معًا وما كان من تثبيت المصطلح من قبل الراحل ياسر عرفات فهو محور صلاح الدين.
4-محوروسط غزة/"نتساريم": نعود لنقع بذات المشكلة والورطة أن نطلق أسماء المستوطنات/المستخربات على أرضنا -وهي التي في جزء كبير منها سُرقت الاسماء الفلسطينية (او الكنعانية...) القديمة وأعادت تركيبها للمستعمرات (المستوطنات)- لذا فهو إن جاز أن نتساوق مع مصطلح محور، ونسميه محور فهو محور وسط غزة أو محور غزة. وكذلك الأمر مع محور خانيونس المدعى تسميته "موراج" على اسم المغتصبة التي اقتلعات من غزة. وللغرابة والعجب أن تجد الكثيرين ممن يدافعون عن المصطلحات المضللة المستحدثة!؟ ويقولون لك تكلم بالأهم؟! وكما الحال عندما يُثار أهمية وضرورة استخدام المصطلحات العربية مقابل الانجليزية أو الاجنبية الطاغية داخل جسد الامة!.
5-المسجد الأقصى/أم الحرم القدسي
6-المسجد الأقصى/ أم جبل الهيكل "هارحوماه"
7-قبر الشيخ يوسف، أم النبي يوسف (في نابلس)
8-قبر بلال بن رباح (رض)، أم قبة راحيل؟
9-الضفة الفلسطينية/ أم "يهودا والسامرة"
10-ترداد أسماء "المستعمرات": وكأنها أصبحت حقيقة واقعة
11-وزير الحرب الإسرائيلي أم "الدفاع"؟ ومثله وزارة الحرب الاسرائيلية، أو وزارة الجيش مقابل وزارة الدفاع.
12-الكيان أم دولة الاحتلال/ أم "إسرائيل"
13-الشعب الفلسطيني في غزة مقابل "شعب غزة" أو الغزيين!
14- مستعمرة أو مستدمرة أو مغتصبة مقابل "مستوطنة"
15-جسر الكرامة أو الملك حسين، أم "جسر اللنبي"
16-معبر كرم أبوسالم، أم "كيرم شالوم"
17-معبر بيت حانون/ أم "إيرز"
18-السلطة الوطنية الفلسطينية أم "السلطة الفلسطينية"
19-استقلال دولة فلسطين المحتلة أم "حل الدولتين"
20-صهيوني أم يهودي أم إسرائيلي أم ماذا؟
21-المواطنون الفلسطينيون/ أم السكّان؟
22-قلعة القدس أم قلعة داود؟
23-فلسطين مقابل "إسرائيل"؟
وغيرها الكثير أيضًا، وسنقوم بمقال أو أكثر لاحق بالتعرض المكثف وتبيّن التسميات أوالمصطلحات المغلوطة أوالمسمومة والتي أوردنا أعلاه توضيح لجزء يسير منها، لا سيما أن الكيان كان قد شكّل منذ العام 1949م، لجنة مختصة بأمر "بن غوريون" لتزوير الأسماء في فلسطين، وهو مما زال مستمرا حتى الآن بالأسماء، والمصطلحات وغيرها، والله الموفق.