من عامود السحاب الى عربات جدعون... الطريق غير سالك

مايو 21, 2025 - 08:48
من عامود السحاب الى عربات جدعون... الطريق غير سالك

حمدي فراج

ما زالت إسرائيل نتنياهو بن غفير سموترتش، تواصل صعود الشجرة، شجرة الإبادة والقتل والتدمير والتجويع في قطاع غزة، شجرة "عربات جدعون"، معتقدة بذلك أنها تنهي الشعب الفلسطيني ومقاومته، غير مدركة لحقيقة كنه هذا الصراع، وحقيقة كنه هذا الشعب. مئة عام، وهذا الصراع يتدحرج، وتتدحرج معه أدوات نضاله، حتى وصلنا الى السابع من أكتوبر "الذي لم يأت من فراغ"، وهي الجملة المفتاحية الحكيمة التي أطلقها أمين عام الأمم المتحدة، فجرّموه واعتبروه معاديا للسامية.

الحكومات التي سبقت، بما فيها العمالية او الليبرالية، رابين، بيرس، باراك، أولمرت، مائير، واليمينية المتشددة العقدية، بيغن، شامير، شارون، بينيت، ونتنياهو، لم يفعلوا شيئا لكي يتجنبوا السابع من أكتوبر، لم يعطوا الفلسطينيين الحد الأدنى من حقوقهم السياسية، رغم جنوح قيادتهم التاريخية الوحيدة "أبو عمار، حبش ، حواتمة" لقبول مثل ذاك الحد المتدني، لم يكن لدى الفلسطينيين في الداخل والخارج أي صواريخ او أسلحة، لكنهم امتشقوا الحجر في انتفاضتهم الأولى، لم تكن حماس ولا الجهاد قد انبلجتا بعد. 

اليوم، ومنذ نحو عشرين شهرا، يحاولون القضاء على حماس، بالقضاء على الشعب في غزة، مرة بالقنل المباشر، ومرة بالتجويع ومرة ثالثة بالتنزيح والتهجير والترحيل . 

وبلا أدنى شك، فإن لنا يدا مكسورة او مشعورة مغلولة، وقلبا مجروحا، جراء ما يفعلونه في غزة، وهذا ما يؤلم الشعب الفلسطيني كله، صبيحة كل نهار جديد، بلا أي جديد، وحلول ليل بهيم مفعم بالدم والخوف، لكن من قال ان إسرائيل ليست لها أياد تؤلمها، وقلب منفطر، وعقل ضل طريق الأمان والخلاص، وبصعودها المتواصل على تلك الشجرة، عربات الجدعون، وذبح ارض غزة بعد ذبح الاف اطفالها ونسائها وشيوخها، سيتسنى لأي كان من أصدقائها، الامريكان والأوروبيين والعرب، انزالها عن شجرة جدعون. لقد احتللتم غزة في عام 1967 وقبلها في عام 1956 ، ثم "تحررت" في عام 1993 "غزة وأريحا أولا"، لكنكم حاصرتموها بعد فوز حماس في عام 2007 ، برا وبحرا و جوا، مما اضطرها الى حفر الاف الانفاق للحصول على الطعام والشراب  والسلاح، فالشعب في غزة كباقي الشعوب المستعمرة، من حقه مقارعة المحتل، ويختزن في مكوناته تاريخا بعيدا وقريبا حافلا بالمقاومة والمقاومين، إنه ليس قطيع غنم همه الأول والأخير الحصول على العلف. اسألوا شارون وديّان مطلع السبعينيات، اسألوا رابين مطلع التسعينيات، و لا تسألوا نتنياهو عن ستة حروب خاضها منذ 2008 ؛ الرصاص المصبوب، عامود السحاب، الجرف الصامد، صيحة الفجر، حارس الاسوار، الفجر الصادق، السيوف الحديدية، أو حرب الصحوة وعربات جدعون .