الفردوس المفقود و الفردوس الفلسطيني

فبراير 16, 2025 - 21:09
الفردوس المفقود و الفردوس الفلسطيني

 سعدات عمر 
...بعد نكسة هزيمة جيوش مصر وسورية والأردن والعراق في حرب 1967/6/5 كما كان بعد نكبة فلسطين نتيجة هزيمة مصر والأردن وسوريا والعراق وجيش الانقاذ وتسليم فلسطين للعصابات الصهيونية في 1948/5/15 جد الفلسطيني البحث عن العرب كأمة هو جزء منها وشعوب عربية ينتمي إليها لكنه وجد الزنزانة والنظام الوقح، كانت آخر حدود العالم، وليست أولى المحاولات والخيبة، وكأن الضمير يتآكل لتصير فلسطين صخرة وعصفوراً في آن واحد. فالواقع الفلسطيني في حالته الراهنة حتى وإن لم يكن قانونياً لا يعود جزء منه بدون رباط الحلم الذي يصير أكثر واقعية من شجرة ثانية، والحلم على حالته العامة وإن لم يكن مترفاً لا يعود حافزاً بدون ارتباط بصخرة مهما تغيرت أشكالها. أهذا هو الفردوس المفقود؟ الحذر الحذر من هذا المصطلح لأن القناعة به تسليم بحالة وجودية بلغت اليوم حد النهاية، والفرق بين الفردوس المفقود بالمعنى المطلق، وبين الفردوس بالمعنى الفلسطيني هو خلو حالة الحنين والانتماء النفسي والشرعي من منطقة الصراع ما دام الصراع قائماً فإن الفردوس لا يكون مفقوداً بل مُحتلَّاً وقابلاً للاستعادة. إن بعض السُذَّج الثوريين ممن ينظرون إلى المسألة الفلسطينية من زاوية التشابه حسب النية وسيء النتيحة ينطلق من موقع الشكلية وضيق التضامن، أقول إنهم سيبكون أكثر منا لو سلمنا بهذا التشابه وحاصرنا حقوقنا ووجودنا بسياح الحنين الملهم فسنجد هؤلاء السُّذَّج المُغرقين ببكاء الشعوب القديمة يحتجون على انتهاك جمال الإنسجام التاريخي، وإصابة الحالة الفلسطينية بتراكم الدموع وفقر الدم ويتركون الإحتلال الإسرائيلي يرتكب الجريمة وينفيها.