الأسرى الفلسطينيون بين معاناة السجن وظلم الاحتلال قبل الإفراج

رهف تحسين جيتاوي
لا تزال قضية الأسرى الفلسطينيين تمثل واحدة من أبرز القضايا الإنسانية التي تكشف عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية. ومع
كل عملية إفراج جديدة، تتكشف المزيد من التفاصيل حول الانتهاكات الجسدية والنفسية التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون، خاصة في الأيام الأخيرة قبل الإفراج عنهم. وفي هذا السياق، استضاف برنامج "محطات" عبر فضائية
"معاً" وتلفزيون "كل الناس" السيد رياض الأشقر، مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، للحديث عن المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، والممارسات القمعية التي تواجههم قبيل الإفراج عنهم.
خلال اللقاء، تحدث رياض الأشقر عن الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، موضحًا أن الاحتلال يمارس أشد أنواع التعذيب بحقهم قبيل الإفراج عنهم، ويستمر في إذلالهم حتى اللحظة الأخيرة من وجودهم داخل المعتقلات. كما أشار إلى أن الاحتلال لا يكتفي باعتقال الأسرى، بل يعتدي أيضًا على عائلاتهم أثناء الإفراج عنهم، بهدف التضييق عليهم ومنع أي احتفالات باستقبالهم.
وأشار الأشقر إلى أن الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم يعانون من أوضاع صحية صعبة نتيجة التعذيب وسوء المعاملة، بالإضافة إلى حرمانهم من أبسط الحقوق داخل السجون، مثل الطعام الكافي، والعلاج الطبي، والمياه الساخنة، وحتى الزيارات العائلية. وذكر أن بعض الأسرى الذين أمضوا عقودًا خلف القضبان، مثل الأسير محمد الطوس الذي قضى 40 عامًا في السجن، لا يزالون يعانون من تبعات هذا الاحتجاز القاسي.
كما لفت الأشقر إلى أن الاحتلال يسعى لمنع أي احتفالات وطنية بالأسرى المحررين، حيث يفرض قيودًا مشددة ويستخدم العنف ضد العائلات التي تستقبل ذويها المفرج عنهم، خصوصًا في القدس، التي يعتبرها الاحتلال منطقة حساسة لأي مظاهر وطنية.
يؤكد اللقاء مع مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن معاناة الأسرى الفلسطينيين لا تنتهي بمجرد خروجهم من السجن، بل تستمر عبر السياسات القمعية التي ينتهجها الاحتلال، سواء ضدهم أو ضد عائلاتهم. ومع استمرار هذه الانتهاكات، يبقى الأمل معلقًا بجهود حقوقية ودولية للضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم الإنسانية. الأسرى الفلسطينيون ليسوا مجرد أرقام في السجون، بل هم رموز للصمود في وجه الاحتلال، ويستحقون الحرية الكاملة والكرامة الإنسانية.