قراءة في كتاب عن السلوك النفسي لنتنياهو.

يناير 27, 2025 - 08:41
قراءة في  كتاب عن السلوك النفسي لنتنياهو.

قراءة في  كتاب عن السلوك النفسي لنتنياهو.


الصادرة عن أكاديمية فتح الفكرية. كانون ثاني ٢٠٢٥.
متوفرة على قناة فتح الفكرية منصة تلغرام.

 تشير الى العوامل التي تشكلت عليها شخصية رئيس وزراء دولة الاحتلال و هنا اود التعليق على ما ورد في هذه الورقة الصادرة عن اكاديمية فتح الفكرية في نقاط حول المحددات الرئيسية للشخصية المذكورة دون اعتبارات العداء معها ..

نتنياهو و العامل الديني . 
الدين مادة للاستخدام و الاستهلاك الدعائي حتى عند دعاة هذا التوجه و الذين يكرهون ان يشاركهم احد هذه الدعاية الحصرية و نتنياهو المنحدر من اصول علمانية وجد ضالته في قوى اليمين التي تقاربت معه في التشدد نحو الاهداف التي يسعى نتنياهو الى تحقيقها على خلفية سياسية / تاريخية / دينية . 

نتنياهو و العامل الاجتماعي . 
نتنياهو شخصية انعزالية و لا يملك علاقات اجتماعية كثيرة و ذلك يعود الى العوامل التي جعلت منه شخصا مثابر و طموح و منافس قوي في اللعبة السياسية . 
هو يدرك ان العلاقات الاجتماعية في السياسة لا تثير سوى القلاقل و المتاعب و هي كذلك و ان كثرة الاصدقاء من حوله تعني كثرة المتملقين له و اصحاب المصالح و الذين سينقلبوا عليه عندما يأخذون حاجتهم منه فهو يرى ان كل من ليس معه فهو ضده و هذه قاعدة صحيحة و مثالية في التعامل مع الدوائر المحيطة برجل القيادة لانه و بكل بساطة يستخدم هذه الاسلوب لفرز معسكر الاصدقاء الحقيقين من المزيفين و المتملقين و بذلك هو لا يبقي من حوله احد الا القلة القليلة التي يرى فيها انها تتوافق و تنسجم و تؤيد و تدعم اهدافه و طموحاته و لماذا يختار هذه القاعدة في التعامل مع الاخرين لكثرة المحبطين و الانتهازيين و لان الدرج الثاني مليء بالمنحطين و عديمي الفائدة و الجدوى و الذين يحاولون التقرب لدوافع لا ترتبط بطموحه كشخص بل لمصالحهم الذاتية . 
فكرة الاستخدام له لا تروق له و محاولة احد القفز على دوره و تجاوزه او التسلق عليه ايضا لا تروق له ولذلك هو لا يثق بأحد لانه يدرك ان الدرج الثاني مليء بالمتسلقين و الانتهازيين . 

نتنياهو و الصراع الفلسطيني - العربي / الاسرا×ئيلي . 
ينظر نتنياهو الى هذا الصراع منطلق واحد و هو ان " لا دولة فلسطينية و لا حدود لدولة الاحتلال ". و هو مجدد الفكرة الصهيونية المرتكزة على فكرة ( اسرا×ئيل الكبرى ) و لذلك يسعى نتنياهو الى خلق الظروف التي يمكن لها ان تحقق له هذا الهدف .
امتلك نتنياهو ورقة التجديد للحلم في الفترة التي بات المعسكر القديم في دولة الاحتلال امام مفترق طرق قادته اليه عملية السلام فجاء نتنياهو مجددا الحلم ليقضي بذلك على الحرس القديم في دولة الاحتلال .

نتنياهو نجم اعلامي . 
بالنظر الى حياة نتنياهو كما تشير القراءة انه ملك الكلمة و نجم اعلامي و لدية القدرة على ايصال افكاره و طرح رؤيته باللغة الانجليزية و ما يميزه عن منافسيه و اقرانه الذين وجدوا صعوبة في التعامل معه و التفوق عليه و يعود هذا التفوق في شخصيه الى الطموح العالي و المثابرة الدائمة . 

نتنياهو الطموح المثابر . 
عمل نتنياهو في بداية حياته في مراكز ابحاث استراتيجية و في مكافحة الارهاب هذا المجال الذي اتاح له فرصة للمعرفة و الاطلاع الواسع في حين كان ينكب على تطوير نفسه كان اقرانه يلهون و يسعون خلف الامنيات الصغيرة كامتلاك بيت او سيارة او تكوين اسرة ... الخ . و هذا السبب الذي يقودنا الى معرفة اسباب النزعة الانانية لديه و بما تصفه القراءة بانه مصاب بجنون العظمة و حب الذات و شعوره بالافضلية على الاخرين فهو قارئ نهم و ذو اطلاع واسع و هذا ما يميز بين الساسة و يصنع الفارق فيما بينهم امام الجمهور  . 

نتنياهو و الام سيليا . 
و بحسب القراءة شكلت والدة نتنياهو ملامح ابنها و على ما يبدو انه عاش في اسرة لاقت نوعا من التهميش في المجتمع و لكن اصرار والدته على نجاح ابناءها باي ثمن شكل العامل الرئيسي و المغذي لطموحات نتنياهو و احلامه  و عن حياته العملية فهو يحب ان يفعل كل شيء بمفرده و يتولى المسؤوليات دون ان يشرك احد و اذا ما اضطر الى ذلك فيكون ذلك في اقرب الدوائر عليه  و هذا يعود الى عدم ثقته في الاخرين .

نتنياهو وحياة البذخ . 
يعيش نتنياهو حياة البذخ في الفنادق و المنتجعات و تدخين السوجار و غير ذلك و من الطبيعي ان يميل الى ذلك فهو يرى في نفسه انه يقدم الكثير و يفعل الكثير و من حقه ان يكافئ نفسه . 

نتنياهو شخص حاد الذكاء فهو رجل عملي و مهني و يحمل حلم يسعى تحقيقه و ان العارض امام تحقيق ذلك هو انه قائد في مستعمرة و ليس في كيان طبيعي او دولة حقيقية و بين الثائر و المستعمر نقطة التقاء فالمستعمر يركض خلف تحقيق احلامه و طموحاته المرتكزة على خلفية سياسة او تاريخية او دينية و يذكي ذلك بروح العداء و الكراهية بينما يناضل الثائر للخلاص من المحتل او المستعمر مرتكزا على حقة الطبيعي في النضال من اجل الحرية و يذكي ذلك الحق و يشعل جذوته بروح الثأر و الانتقام .
بقلم : حمزة خضر .