قُصور عربي أولاً وثانياً وثالثاً
سعدات عمر
تسمية فلسطين بالتحديد وطن قومي يهودي وما سُميَ بعد نكبة فلسطين في سنة 1948 صراعاً عربياً إسرائيلياً دار وفق سيناريو أمريكي أوروبي غريب رُسم خارج المنطقة العربية وظهرت النتيجة مخيبة لآمال الجماهير العربية ومُكذّبة لكل الدعايات الديماغوجية التي كانت تبثها أجهزة الاعلام العربية ولم يكن هناك موقف سوفياتي واضح إلا الإعتراف بدولة إسرائيل بعد اعتراف أمريكا بها وهذا يؤكد زعامة أمريكا على العالم بعد قيام دولة إسرائيل وقبل الحرب الباردة بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي وهذا ليس موقفاً مثالياً أو مجرداً عن المصالح الإمبريالية الصهيونية ولو أن روسيا والصين اليوم تسعيان بجهود حثيثة لإقامة أكثر من قطب عالمي لتغيرت الاصطفافات ورغم كل ذلك الجهد ما تزال أمريكا قائمة على استمرار النهب الإمبريالي للثروات العربية والكيل بمكيالين لإجهاض أي توجه وحدوي عربي حتى داخل جامعة الدول العربية يمكن من خلاله توحيد الشارع الفلسطيني، وكان السلاح عربياً وتحت أوامر إسرائيلية، والغاية تجريد الأمة العربية من الموقع والثروة. هذا العجز العربي صنيعة العرب بأيديهم لينطبق عليهم قول الشاعر. ورثنا المجد عن آباء صٍدق
أسأنا في ديارهم الصنيعا
فخلق الإحساس عدم القدرة!!!، وأطلقوا بعد حرب تشرين الأول هذا الشعار. لقد عجزنا عن التغلب على إسرائيل علماً أن معظم الأنظمة العربية لم تُطلق رصاصة واحدة باتجاه فلسطين المحتلة. فسمحوا لأنفسهم بهذا القول لنجرب الإنتصار على إسرائيل بسلاح الاستسلام ومنذ ذلك الوقت والأنظمة العربية تزحف على بطونها للتطبيع والاستسلام. هل إسرائيل أقوى من العرب مجتمعين؟ وهل الإنقسام الفلسطيني أقوى من الوحدة الوطنية الفلسطينية؟ إن العرب كل العرب من المحيط إلى الخليج من الماء إلى الماء يملكون القوى والإمكانات التي تسمح لهم بأن يكونوا قوة دولية يُحسب حسابها في تنفيذ القرارات الدولية وهذا ينطبق على حال الوضع الفلسطيني. ولكن سلسلة التقصيرات المُتعمدة النابعة اساساً من القصور الذاتي تفقدهم كل قوتهم وليس أجزاء منها وتحرم القوى العسكرية العربية بالتالي من القدرة كما يَحرٍم انقلاب حماس سنة 2007 الوحدة الوطنية الفلسطينية من عناصر قوتها ويُجردها من إمكانية الردع ما دام الخلل كامناً في النفوس فإن إزالة الخلل يعني تلافي التقصيرات أو الحد منها عن طريق تحسين "الذاتي" العربي والفلسطيني بنفس الوقت.إن حروب التحرير عبر التاريخ بدأت بإصلاح الذات وما إنتقال العرب في جزيرة العرب من الجاهلية بحروب القبائل العربية وغزواتها ضد بعضهم البعض إلى المجتمع العربي المرتكز على عنصر الوحدة لأقوى مثال. هذا هو الدرس الذي يمكن استخلاصه من تحليل الصراع العربي-الاسرائيلي المُزيَّف والإصرار على الإنقسام الفلسطيني المؤامرة طوال سنوات الانقلاب الدموي الاسود السبعة عشرة عاماً.