أمريكا و أمن إسرائيل
سعدات عمر
إن التزام الإدارات الأمريكية بأمن إسرائيل يستند على فكرتين الأولى أن فلسطين يجب أن يُعاد تشكيلها كوطن قومي للشعب اليهودي، وهذا ما أقدم عليه ترامب في برنامجه السياسي في فترة رئاسته الأولى، وهي خلاصة سياسة الإمبراطورية الأميركية الحديثة والفكرة الثانيةأن الحل الوحيد لمشكلة التشرد اليهودي فعل ماضي مقصود به مستقبل إسرائيل في فلسطين على أساس الخطَّان المتوازيان، وهما المثالية والمادية اللذان يلتقيان في مالانهاية وهي أرض فلسطين، وقد ضمنت هاتان الفكرتان في السياسة الأميركية لأسباب مختلفة جداً بعد الحرب الأهلية الأميركية ضمنها الصهيوني الغيور لأنه يظن أنه لا توجد وسيلة أخرى لتخفيف آلام اللاجئين الأوروبيين اليهود إلا بمساندة هجرتهم إلى فلسطين، وأتخذت الخطوة الأولى بعد سنين وبالتحديد في سنة 1907 نحو بناء اسرائيل على أنها القوة الوحيدة المتفوقة في الشرق الأوسط عسكرياً وسياسياً وأيديولوجياً وتكنولوجيا. حيث كانت السياسة الأميركية إبان الحرب الباردة للمستقبل أقل اهتماماً بمعادلة ميزان القوى السوفياتي- الأميركي منه بمتطلبات إسرائيل العسكرية التي كانت أهميتها قبل عقود بانهيارات النظم العربية، والأخلاق العربية إلى مرحلة الكوندورزية. وهكذا يجب أن تفهم الأمة العربية شعوبا وقبائل وطوائف الإلتزام الأميركي باسرائيل. إلتزام خاص يتخذه رؤساء أميركا تجاوباً مع مطالب اللحظة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وليس في الصراع العربي-الاسرائيلي، وكان هو القوة المقررة لعزل شعبنا الفلسطيني وقيادته الشرعية عن محيطه العربي بالتدريج بواسطة. الأصوات اليهودية. النفوذ الصهيوني في أوساط الاعلام والمال. والصداقات وراء القرارات المتخذة والتي ستتخذ بعد الإفصاح عن فحوى برنامج الرئيس ترامب بعد توليه منصب الرئاسة لأقوى دولة في العالم في 2025/1/20 حيثما يجب أن تكون كافية لتجعلنا نتوقف ونلقي نظرة ثانية وثالثة ومئة ومليون على السياسة الأميركية وحرصها على أمن واستقرار إسرائيل.