اميركا واستيراتيجية الاعمى والفأر

الغرب والصهيونية بقيادة اميركا واستيراتيجية الأعمى والفأر

نوفمبر 17, 2024 - 08:30
اميركا واستيراتيجية الاعمى والفأر

اميركا واستيراتيجية الاعمى والفأر

الغرب والصهيونية بقيادة اميركا واستيراتيجية الأعمى والفأر

محمد قاروط أبو رحمه

يحكى أن رجلا ولد ضريرا، وفي لحظة ما في منتصف عمره، مّن الله عليه بإعادة بصره لثوان معدودة ثم عاد ضريرا.

في الثواني التي من الله عليه بإعادة بصره لم يرى سوى فأرا، بذلك فان ذاكرته البصرية اقتصرت على الفأر شكلا ولونا وحجما وسرعة...الخ.

ولان الإدراك الحسي يوجب معرفة وظائف الناس والأشياء، فان الإنسان لا يدرك ما لا يعرفه، ويستخدم ما يعرفه للتعرف على ما لا يعرفه بالقياس عليه.

والله سبحانه قال عن ذلك في سورة (النحل) (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)).

لذلك اقتصرت الذاكرة البصرية للرجل الضرير على الفأر، فكلما حدثه شخص عن حجم شيء، سأله الضرير، هل هو اكبر أم اصغر من الفأر؟ وإذا سمع عن الورد سأل هل هو بلون الفار؟.

واذا تحدث احد عن القوة، ساله الضرير، هل هو اقوى ام اضعف من الفأر؟

واذا كان الحديث عن الاخلاق، اعاد الضرير السؤال، هل هو اكثر اخلاقا من الفأر ام اقل؟

وينطبق ذلك على السياسة، وعلى اي وكل شيئ.

هكذا كان يستوعب الضرير كل أمر قياسا على الفار.

عمل الغرب والصهيونية العالمية بقيادة اميركا، ومنذ الحرب العالمية الاولى، على تحقيق هدف اقناع العالم على انهم عميان. وعملوا بالقوة القاهرة والناعمة لمحو اداراك العالم وذاكرته وحضاراته وانسانيته واخلاقه. وان الله عندما مّن على البشرية بنعمة البصر لم يرو الا الفأر، (الغرب والصهيونية بقيادة اميركا). هكذا قدموا انفسهم مثل الفأر الذي لم تفتح البشرية عينيها الا عليه.

هكذا وصلت اجزاء من الحضارات الانسانية، تقيس نفسها، تقدما وتأخر، علما وجهلا ...الخ. بمقاس الفأر.  لقد وصل الامر الى جعل لباس الناس ووزنهم ولون غرف نومهم تحدده مؤسسة او شركة ما تعمل عند الفأر.

لقد فرض البيت الابيض وبغض النظر عن ساكنه نفسه على العالم فأرا. ونجح في ذلك وانقسم العالم في رؤية للأحداث الحالية والمستقبلية، على نتائج الانتخابات الاميركية. فاز ترمب كفأر، يسكن البيت الابيض.

في الانتخابات الذين كانوا سيتضررون من غياب ترمب، وخسارته في الانتخابات، جعلوا كل تصرفاتهم تخدم إعادة انتخاب ترمب، والذين يرون في خسارته ربحا لهم بذلوا جهدهم لجعل تصرفاتهم لا تخدم فأرهم.

على الصعيد الفلسطيني ذاكرتنا ليست فئرانية، ذاكرتنا ملئ الكون.

الدول التي تريد الغاء كل ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران عملت على نجاح فأرها.

الذين خاضوا الحرب في اليمن (الإمارات مثلا) تريد فأرها.

الحكام العرب الذين يراهنوا على الفار للبقاء في حكمهم، ارادوا حضور ترمب.

وفأر نتنياهو هو البقاء في الحكم والابتعاد عن المحاكمة، وهذا فأر شقيق لفأر ترامب.

الذين يريدون استمرار الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يرو ان لا فرق بين الفأرين،  المنتخب والمنتهية صلاحيته وولايته.

العالم بحضور الفأر او غيابه تغير، من عالم بقطب واحدة إلى عالم يسير حثيثا نحو متعدد الأقطاب.

الشعوب والدول الحرة ليس عمياء، وليس الفأر هو قياسها للإدراك والتطور وتحقيق أهدافها.

الدول التابعة الوضيعة عمياء لم ترى من تجارب الحضارات إلا فأر واحد وشقيقه فقط ترمب ونتنياهو.

الغرب والصهيونية بقيادة اميركا، فرضوا على العالم بالقوة والبلطجة انهم فأر العالم، وان ما قبلهم كان العالم اعمى، وان على العالم ان يؤمن ان فارهم هو اداة القياس لكل شيئ.

اما نحن الشعب العربي الفلسطيني، فان ذاكرتنا متوهجة وهي ملئ الكون، وان لا فأر لنا لنقيس عليه.