كلمة رثاء الأخ عدنان بليدي

أكتوبر 27, 2024 - 10:03
كلمة رثاء الأخ عدنان بليدي

عدنان بليدي

ماذا أقول في هذا اليوم أخانا وحبيبنا أبا محمد، عدنان بليدي. هل نجد أفضل من كلام الله في محكم كتابه: "منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق الله العظيم

أخي وصديقي، ورفيق درب النضال والقيد والتحرر، عايشتك في مراحل النضال المختلفة، من عمر ثورتنا الفلسطينية.

كنت نعم الأخ ونعم الصديق.

كنت نعم المناضل، السّباق في العطاء، كنت الإنسان، تماما كما كنت الثائرَ الصلب الذي لا يستكين ولا يهدأ، لأنك شعلةٌ من العطاء الدؤوب المتواصل وفي كل الساحات.

تحررنا معا في عملية تبادل الأسرى، صفقة الجليل في العشرين من شهر أيار عام 1985م، قررتَ الخروج إلى الوطن بملء اختيارك، ولم ترحل، وتمكنت من البقاء في أرض الوطن ثلاثة أشهر، إلى أن كان قرار الاحتلال بترحيلك.

واصلت نضالك خارج الوطن المحتل، وكنت مع بقية رفاق دربك في ليبيا، ثم عدت إلى ساحة الأردن، لتكون قريبا من فلسطين، وتشرف على العديد من المجموعات في ساحة الوطن المحتل.

كان لك الدور في بناء المؤسسات الفتحاوية والوطنية في ساحة الوطن المحتل، من خلال تواجدك على الساحة الأردنية.

وبتعليماتك، تم بناء المكتب الحركي للفن التعبيري، وتم تأسيس الاتحاد العام للفن التعبيري للضفة وقطاع غزة، ومقره الرئيسي القدس، فانطلق من مسرح الحكواتي في القدس العاصمة الخالدة لفلسطين. ولك الدور البارز في قيادة الانتفاضة الأولى من خلال موقعك القيادي في حركة فتح من خلال تواجدك في الساحة الأردنية.

عملت في قوات الأمن الفلسطيني، فمارست دورك الوطني والفتحاوي. كنت بوابة الخير لجميع المواطنين من أبناء بلدك، وخارج بلدك. كنت العنوان لحل مشاكلهم، وتواصل جهودك ليل نهار إلى أن تتمكن من مساعدتهم.

كنتَ الإنسانَ الخلوقَ المهذب والمتواضع. كنت الخجول رغم جرأتك وشجاعتك وصلابتك.

لكنك أسرعت الرحيل، لتلتقي مع السابقين لنا للقاء الله عز وجل. فنم قرير العين يا أبا محمد. وأسأل الله أن نلتقي بصحبة النبي المصطفى على الحوض وفي الفردوس الأعلى بسلام.