معركة 7 أكتوبر

أكتوبر 8, 2024 - 09:17
معركة 7 أكتوبر

حمادة فراعنة

لم تكن عملية 7 أكتوبر، المحطة الكفاحية الأولى في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، بل سبقتها محطات حيوية، تركت آثاراً مهدت كل منها لما بعدها.

لم تكن 7 أكتوبر المحطة الأولى التي سجلت حضوراً ومكسباً وإنجازاً تراكمياً لصالح الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، على الطريق المتدرج الموصل إلى العودة والحرية والاستقلال. 

محطة 7 أكتوبر 2023 الحيوية، سجلت على أنها المحطة الرابعة المميزة التي أعطت قوة للنضال الفلسطيني، وزخماً انتشرت تبعاته على امتداد الوطن العربي، وشملت تبعاته الصعيد العالمي بأسره.

لم تكن المحطات الأربع، كل منها شبيه بما قبله، وما بعده، بل لكل محطة ميزاتها وإنجازاتها التي حققت التراكم على الطريق الطويل التدريجي متعدد المراحل، الذي لم يصل بعد إلى محطة: 1- هزيمة المستعمرة، و2- انتصار فلسطين. 

 لكل محطة إنجازاتها التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما وصل إليه، وكل محطة قطعت شوطاً على ما سبقها، ولولا هذه الإنجازات التراكمية لما تمكنت المحطة التي تلي ما قبلها، أن تحقق ما حققته لاحقاً، وبالتالي لم تحقق المحطة الرابعة أي إنجاز يمكن ذكره بدون الاعتماد على ما سبقه من إنجازات المحطات الثلاث التراكمية.

المحطة الأولى كانت الأهم والأصعب، وأكثرهم تعقيداً، لأنها قامت على مأساة  الشعب الفلسطيني ونكبته عام 1948، حيث تشرد نصفه إلى خارج وطنه، وفقد هويته الموحدة، وجغرافيته المتماسكة وتبعثرت مكوناته بين ثلاث كيانات سياسية: 

الأولى، احتلال 78% من خارطة فلسطين لصالح مشروع المستعمرة التي قامت على أنقاض فلسطين واحتلالها.

والثانية، الضفة الفلسطينية اندمجت مع الأردن بمساحة 7 آلاف كيلو متر مربع.

والثالثة، قطاع غزة لم تتجاوز مساحته 370 كيلو متراً مربع، وتبع الإدارة العسكرية المصرية.

في ظل الفقر والانحسار واحتلال ما تبقى من فلسطين، وغياب مؤسسة تمثيلية موحدة، ولدت منظمة التحرير عام 1964، وانفجرت الثورة الفلسطينية وشهدت انطلاقتها، وتكللت بالنجاح في معركة الكرامة يوم 21-3-1968، بفضل قوات الجيش العربي الأردني، التي شكلت الأرضية الأولى لمسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية، وإدارة الكفاح الفلسطيني المسلح من قبل الفصائل المختلفة خارج الوطن.

أما المحطة الثانية، فكانت الانتفاضة الأولى عام 1987، التي فرضت الاعتراف الإسرائيلي بالعناوين الثلاثة: بالشعب الفلسطيني، وبمنظمة التحرير، وبالحقوق السياسية للفلسطينيين، وأبرز أثر كان عودة أكثر من 400 ألف فلسطيني إلى وطنهم وولادة السلطة الوطنية كمقدمة لقيام الدولة، وانتقال العنوان والقيادة الفلسطينية من المنفى إلى الوطن، وإن كان شارون قد أعاد احتلال كل المدن في آذار 2002 ، التي سبق وانحسر عنها الاحتلال.

والمحطة الثالثة، انفجار الانتفاضة الثانية عام 2000، التي فرضت على الاحتلال الانسحاب من قطاع غزة، بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال.

وكانت المحطة الرابعة هي عملية طوفان الأقصى التي شكلت صدمة قاسية، ومفاجأة مذهلة لكافة مؤسسات المستعمرة العسكرية والأمنية والمدنية يوم 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023.