كيف نفهمُ حركة فتح؟
كيف نفهمُ حركة فتح؟
محمد قاروط أبورحمة
مقدمة
من الأخوة القلائل الذين عرفتهم يواكبون فلسطين في قيامتها الشريفة، وإشراقات مشعل ثورتها التي لا تنتهي، وحين خبو الأقمار حولها بل عندما تسقط العيون في بحر اليأس فتنهار الجُدُر هو الكاتب والسياسي والقائد بالحركة والمدرب المعتمد، والمبدعُ محمد قاروط أبورحمه.
يضعُ المبدعُ جزءًا من روحه والكثير مما يعيشه في بوتقة الكلمات فيصعدُ معها الدرجات، ويُصعِدك أنت معه حتى لتتوه أثناء حالة الصعود هذه أفعلتها حقًا! أم إنك مازلت تراوح في بحر الحيرة السابقة؟!
هو بمقدرة الحُب عندهُ يرسُم الإشكالات والإخفاقات والتراجعات وحالات الغرق بالاحزان والنوائب القاصمة بحرفية الفنان، ثم يجعلك تنظرُ اليها من داخل عربة القطار المزركش بالألوان البهيجة المسرع الى الأمام نحو النور والنوال.
يكتبُك صاحب الأقمار السعيدة في ذاته، ويكتب ذاته فيك مفترضًا أنه بشيئ من الفقرات والجُمل اليسيرة، وكثير من الفلسفة والمفاهيم والأفكار، وبقليل من الكلمات قد يصل بك نحو المبتغى.
لعله حين يراك في سوق أفكارك تنتقي المِلاحَ من باقات المُتاح ما تراه مناسبًا، يفاجِؤك بباقة جديدة، وثروة مفيدة، وفكرة لم تكن في سوق تبضعك اليومي أبدًا، فتصحو وتنبهر وتشعّ ابتسامات لانهائية.
حين يدخلُ المُبدع وصاحب القيامة حياضَك ومحيطك المفتوح فإنه يلامس في الذات، في ذاتك المسوّرة بالقوالب، محطة الشروق ليزرع فيك الإخلاص والفعل النووي متناهي الصغر ولكنه المثابر والذي يصرخ فيك ليل نهار: أن غروباتك مهما أزعجتك قصيرة.
المشرقُ البهيج يجعلُ من قلة أيام سعدك وظاهرة العجز التي قد تراها فيك متناقصة وقابلة للتلاشي، وهي للدرس والاستفادة فيك أقرب لأنها تقع في مساحة التفكّر والتأمل والاستفادة والتحمل.
في قطار البهجة الذي تركبه أنت-أن شئت- تختار ما تقول وتكتب وترسم وتختارمساحاتك المضيئة فتعلو وتصعد وتتحول لمجال التذكر الناهض على حساب ذاك الآفل والخابي.
لك أن تتذكر أو تنسى فهو فعل إرادتك أنت، والانسانُ بإرادته ينسى ما يريد ويتذكّر ما يشاء حين يضعُ الأقفال على صناديق الذكريات المؤلمة أو السقطات المربكة بعد أن يكون قد وعاها وفهمها واتخذ منها الوسيلة.
هكذا يفعل بك أخي وصديقي محمد قاروط أبورحمه والقلة من أمثاله، وقلة القلة في حركة فتح، الذين أتقنوا فن البهجة والصعود واجتراح المُسعدات من قعر النوائب المقلقات والمآسي المُربكات في مسيرة قضيتنا الفلسطينية اللاهبة في زمن اللامعقول الكثير.
الانسانُ البهيجُ يستطيع أن يدفع الى الأمام، أمام عينيه وأمام عينيك أنت، نماء أفعاله الوردية، ولامعَ ذكرياته الجميلة أوالمثيرة أو البهيجة أو المتجددة اوالمقاومة المكافحة الثائرة، فيقترب هو -وأنت معه- كثيرًا من خيام الزاهدين وصوامع العابدين، وحالات المريدين المتصوفة المتأملين، ويقترب من إيمان الأبطال في قواعد المقاتلين، ويقين المعتقلين العظماء بالحرية من معتقلات النازيين، ومن أُثرة الصداقة والأصدقاء المحبين حين يلتقون بوجوه طافحة بالذكرى الجميلة، تخالطها النسمات اللذيذة والقبلات وأحضان فرط السعادة.
المبدع والمثابر والمحب والمبتهج كحال صديقنا محمد قاروط يفترض بك أن تأتي وتترك الصناديق المغلقة وحالها، فأنت صاحب المفتاح وعليه فلك أن تفتح قلبك وعقلك على البشارات اليسوعية، والأنوار المحمدية والأنفاس الثورية، وأضواء القدس الفلسطنية، وعلى اللوحات الناصعة فتمزق الصور البالية أو الباهتة والمؤذية الى الأبد.
يكتُبكَ المبدع فيما هو من الكلمات القليل ولكنه الثقيل، ويكتب من الكلمات البسيط لكنه المتعب، ويكتب من الكلمات الأثير لأنه يحب ما يكتب، ويكتب من الكلمات المثير لأنه يغتسل يوميًا ببحيرة التجدد ونهرالياسمين وهمسات النجوم ونظرات الغيوم.
يكتبُ المبدع محمد قاروط أبورحمه بقلمه على الورق، وبيديه الاثنتين ربما على الحاسوب، وقبلها يكتب برأسه ما لا تستطيع يداه اللحاق به، لذا تجد ثلاثية الحب التي تغلف مكاتيبه مع التعلم والوفاء سِمة، فحيث تعلّم هو فإنه يحب أن يعلّمك أنت، لأنه بذاته وعبرك ينجز حقيقة الاستخلاف الإلهية ويسعى بك للصعود معه الى مركب النوال.
كلُ المحبة والعرفان وكثير من الأوراد والصباحات اللطيفة والأيام المترفة بأمل النصر القادم لفلسطين لا محالة، نتمناها لمبدعنا الصديق محمد أبورحمه الذي أتحفنا بالكثير من كتاباته، وهذه واحدة منها.
بكر أبوبكر. فلسطين في 13/9/2024م.
نحن في "فتح"، كيف نفهم حركة فتح؟
محمد قاروط أبو رحمه
(1) الشعلة التي تم إيقادها بدماء الشهداء في الأول من كانون الأول عام ١٩٦٥ لم تنطفئ لنشعلها كل عام.
إن الاحتفال وإعادة إشعال الشعلة كل عام هي الطريقة التي نؤكد فيها على أن شعلة الثورة ما تزال في قلوبنا وأرواحنا وأن هذه الشعلة لا تزال تنير لنا الطريق.
إشعال الشعلة كل عام هو تجديد للعهد والقسم. عهد الشهداء وقسم الإخلاص لفلسطين.
وتجديد روحنا لثورة مستمرة حتى النصر
(2) ولتعرف حركة فتح عليك أولا ودائما البحث عن الإجابة على ثلاثة:
أولا: كيف تتصرف في الأزمات؟
ثانيا: ما يقوله قادة المشروع الغربي الصهيوني عنها؟.
ثالثا: ما يقوله خصومها محليا وإقليميا؟.
بعد أن تجد الإجابات ابحث في وضعها الداخلي.
ثورة حتى النصر
(3) لم يقلقل أعضاء حركة فتح ما يفكر به الآخرون عنها.
لان افتراض ما يفكر فيه الآخرون عنا يجعل قيمتنا معلقة على مخرجات تفكيرهم عنا.
نحن كأعضاء في حركة فتح
نستمدُ قيمتنا مما نقوم به تجاه شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، ووطننا
ولا ننتظر نتاج ما يفكر به غيرنا عنا.
ثورة حتى النصر
(4) نحن في حركة فتح نؤمن أن البلاء موكل بالمنطق. وان الذين يخافون من الغول بيطلعلهم (مثل شعبي) لذلك نحن لا نتوقع البلاء ولا نتوقع الأسوأ ولكننا نعمل من أجل أن لا يحدث أي منهما وإذا وقع البلاء أو الأسوأ عالجناه وتعاملنا معه ولنا في ذلك خبرات طويلة.
ثورة حتى النصر
(5) ونحن في حركة فتح لا نعمم ولا نقول كلنا ملائكة او كلنا شياطين او كلنا على قلب رجل واحد.
لا نقول كلنا شجعان او جبناء.
ولا نعمم أن كل خصومنا او منافسونا او حتى أعدائنا سيئون.
التعميم الوحيد الذي نستخدمه فقط أننا كلنا في فتح أبناء شعب فينا ما في شعبنا من كل شيئ
ونحن لسنا تنظيم نخبوي، نحن تنظيم جماهيري
يحمل في داخله كل قيم وأخلاق وسلوك شعبنا.
لا نعمم لان في التعميم تعويم، وفي التعويم فقدان الحقيقة.
ثورة حتى النصر
(6) نحن في حركة فتح عقلانيون أحيانا ونستخدم قدرتنا على تخيل المستقبل ونعمل من أجله.
لا نقول نحن منطقيون دائما، لأن التفكير المنطقي وحده لا يفجر ثورة ولا يعمل في ظروف معقدة اقلها ميزان قوى محلي وإقليمي ودولي مختل بشكل شبه كامل للعدو وحلفائه.
ولسنا أيضا عاطفيين دائما.
والأكيد أننا نرتبط بأرضنا وشعبنا ارتباط وجداني عميق جدا.
أما علاقاتنا الداخلية بين أعضائنا فهي مزيد من الارتباط العاطفي والعقلي.
ثورة حتى النصر.
(7) نحن في حركة فتح وعلى الرغم من ارتباطنا العميق عاطفيا بشعبنا وأرضنا ومقدساتنا إلا أننا لا نجعل العاطفة تقودنا وتؤثر على قراراتنا..
ونحن لا نتهور بفعل هذه العاطفة، بل نتخيل نتائج قراراتنا بموضوعية أكثر.
أما العلاقات البينية بين أعضاء الحركة أفقيا وعموديا فإنها عقلانية ووجدانية معا.
قد ترى بعض الأعضاء بينهم مشاحنات وغضب وأحيانا شتم لكنها تزول وتتقلص عندما يتدخل العقل.
شخصيا عايشت وعملت وتعلمت من الأجيال الستة للجنة المركزية لحركة فتح
أقول لكم اختلفوا (أعضاء المركزية) وسيختلفون.
كانوا كذلك وهم الان كذلك وفي المستقبل سيكونون كذلك.
ونصيحتي لإخوتي ألا تتدخلوا بخلافاتهم لأنهم سيعالجوها بانفسهم
ثورة حتى النصر
(8) نحن في فتح نوازن بين الدافعية والتعسف.
فلا يطلب منا القيام بأعمال أكبر من طاقتنا ونحفز للقيام بالأعمال.
أهمية الموازنة بين التعسف والدافعية تجعل العضو الحركي اكثر توازنا ومرونه مما يساعده على تحمل ظروف الحياة العامة والخاصة.
ونحن نعترف أن هذا التوازن لعب لصالح الذين يتهربون من الفعل والكسالى ولكن نأمل أن تحفزهم قيمهم للانخراط أكثر في الفعل اليومي.
ثورة حتى النصر
(9) نحن في فتح بحكم عقلانيتنا نؤمن أن الواقع حيادي.
وأن الفرد يصف الواقع او يعطي فيه رأيا او مفهوما.
والواقع أي واقع يحتمل أن يكون في بعض جوانبه أمور سلبية.
كل واقع لا يرضى كل الناس ولكننا نبذل جهدًا لنركز على إيجابيات الواقع أكثر من تركيزنا على السلبيات والنواقص.
نحن ندرك مفهوم التضخيم، أي كيف يجعل البعض "من الحبّة قبة" وبسبب وسائل التواصل الاجتماعي فإن كل حبة سيئة او سلبية تصبح قبة.
نحن ننتقد أنفسنا (بقسوة) لان بعضنا يشارك في تحويل كل حبة سلبية او سيئة إلى قبة.
ونحن بحاجة إلى التقليل من ذلك.
نحن لا نضخم الإيجابيات ولا نستهين بالسلبيات
ثورة حتى النصر
(10) نحن نجلد ذاتنا كثيرا، ونتعسف في ذلك.
علينا أن نقلل من ذلك.
نحن نعمل في بيئة معقدة وعلينا أن نكون ممتنين لقدرتنا الجماعية على العمل وممتنين لشعبنا وأمتنا.
نحن بحاجة أن نحب أنفسنا أكثر وشعبنا لأننا مرابطون في أرض الرباط.
ثورة حتى النصر
(11) نحن في حركة فتح نؤمن بالمثل (لولا الركائز مالت الحيطان) ونهتم بالركايز، ونحن نقصر في ذلك. لكن كن أنت ركيزة
ثورة حتى النصر
(12) ونحن في حركة فتح، نحترم أنفسنا ونحبها، ونحاسبها فما لها غيرنا.
نحبها وندللها، ونحاسبها لتستجيب لنا ولا تخذلنا.
وإذا أخطأت انتقدناها وعاقبناها ولا نجلدها.
نتقبل أن نفوسنا ضعيفة وخطاءة.
نعوّدها على الانضباط والطاعات فإن الطاعات تروّضها.
ثورة حتى النصر
(13) ونحن في فتح، نؤمن أن الخلاف بين الناس باق لا يزول، لأنه جزء من سنن الخالق في عباده، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ هود: 118).
نتعلم كيف نتعايش ونتعاون مع غيرنا ومع الاختلاف معهم.
ونحن مدرسة في فن إدارة الاختلاف.
ثورة حتى النصر
(14) ونحن في فتح عرب، نحن أول العرب، ونحن في فتح نحب ونعتز بحضارتنا وثقافتنا المتميزة الثقافة العربية الإسلامية السمحة، والمسيحية المشرقية.
ثورة حتى النصر
(15) نحن في فتح، ندافع عن أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وندافع عن شعبنا وأمتنا وأحرار العالم.
ثورة حتى النصر
(16) ونحن في فتح، منهجنا العمل ثم التحليل، وقسمنا الإخلاص لفلسطين، ونحن على العهد باقون، وبالنصر مؤمنون.
ثورة حتى النصر
محمد قاروط ابو رحمه
عضو المجلس الاستشاري
عضو مجلس إدارة أكاديمية فتح الفكرية
أكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية.
***
تابعوا إصدارات حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح الفكرية والتنظيمية والتدريبية والتثقيفية.... على منصة أكاديمية فتح الفكرية في تطبيق تلغرام Telegram
https://t.me/fatahacad