ابدأ يومك الـمُقدّس
فراس عبيد
تلخيص
ها قد عدتَ من رحلة النوم العظيمة مجدداً، واستيقظت لتُمنح صباحاً جديداً على هذا الكوكب الجميل الفريد، فماذا أعددتَ للصباح الذي أعدّ لك كل شيء جميل؟!
لا تتعامل باعتيادية مع الصباح الجديد، فلا يقين لديك بأن صباحاً آخر قد يشرق عليك، فالصباح الجديد هو حرفياً حياة جديدة، وفرصة جديدة، وأمل جديد، وحب جديد، وإحساس جديد، وعطاء جديد، ووعي جديد.
ولأن الصباح هو بداية اليوم، وبداية استيقاظ الكون والكائنات فإن هناك طقوسا ينبغي أن تُحترم وتُمارَس فور قدومه عليك.
فور تفتّح عينيك الجميلتين وأنت مستلقٍ على السرير، استذكر أنك كائن مبارك من الخالق، وأنك ممنوح فرصة منه للحياة على الأرض، وإذن منه لوضع بصمتك الفريدة فيها، واشكره على نعمة الصباح الجديد، أي الفرصة الجديدة، ثم تحدث مع القدير بلسانك أو بقلبك مفصحاً له عن آمالك وأمنياتك وكل ما ترجوه منه، طالبا بثقة ويقين عونه ومباركته.
قم بعمل حركات تمطيط اليدين والقدمين مع شهيق عميق وأنت على الفراش، حتى تتنشط عضلاتك ولا يحدث تصلب فيها عند النهوض.
استدر نحو اليمين وامكث قليلا، ارفع جذعك رويداً رويداً حتى تأخذ وضع الجلوس على السرير، امكث في وضع الجلوس قليلاً، ثم انهض بهدوء وأناة، وإياك أن ترفع جذعك مرة بسرعة فتصاب بالدوار. تناول ماء غير بارد.
دعني أُذكّرك بأنّ أحد قوانين الكون العظمى هو قانون البطء الكوني الخالد الذي يرفض العجلة وينبذها، ويعاقب عليها.
والآن، تبدأ المرحلة الثانية من استقبال الصباح المجيد.
اخرج فوراً إلى حديقة بيتك، أو شرفة منزلك (البلكونه) أو النافذة.. املأ رئتيك بالهواء النقي، مدّ بصرك إلى أقصى مدى تصله عيناك، قف أو اجلس أو امش أو قم بحركات رياضية.. افعل ما يريح جسمك الفيزيائي.
واصل النظر في الأرجاء واستشعر عبر كيانك وموجاتك كل أحاسيس الجمال والبدايات والحب والخلود والأمل التي يتيحها لك الصباح.
واصل حديثك مع القدير إن أحببت، ثم وجّه طاقة محبتك وكلماتها إلى من تحب مُستحضراً صورته، واشكره على ما تسبب فيه من سعادة لك، أو عبّر بالكلمات عن حبك لأحبائك، وتمنَّ لهم الخير والنجاح، وادعُ القدير أن يبارك ما تقول.
كافئ نفسك بكوب ساخن من الشاي أو القهوة أو ما تحب من سائل ساخن، وتمتع بارتشافه ولا تعجل.
رويداً رويداً ستحس أنك والصباح والكون قد أصبحتم بشكلٍ ما وحدة واحدة.
عندها اعلم أنك اكتسبت قوة الصباح المبارك، وأنك جاهز لبدء يوم جديد.
وفي الصباح أيضا أُذكرك ببعض الوصايا..
أولاً: لا تفتح هاتفك أبداً إلا بعد ساعة أو نصف الساعة على استيقاظك، بإمكانك فقط النظر إلى الوقت على الشاشة الخارجية للجهاز. أما إذا فتحت هاتفك فور استيقاظك وبدأت تنظر الرسائل والأخبار، فاعلم أن الجزء الأكبر من طاقة الصباح الجميلة قد فاتتك ولن تنعم بها.
ثانياً: إذا استفزك أي فرد من أفراد العائلة، فلا تنجرّ أبداً إلى استفزازه فتتوتر وتغضب، لأنّ هذا سيفسد يومك كله، فما ينطبع على وعيك وطاقتك في الصباح يمتد طيلة اليوم.
ثالثاً: إذا خرجت من منزلك وتعرضت لأي استفزاز من سائق مركبة أو زميل عمل أو طالب زميل لك، فلا تنجر لاستفزازه أبداً، للسبب ذاته.
رابعاً: مع بداية يومك في العمل أو غيره، لا تجعل الأخبار الحزينة والأحاديث المحبطة والمحزنة محور ما تسمعه ممن حولك، بل ابحث عن الجوانب الجميلة في الآخرين واهتماماتهم وموضوعاتهم ووجه حديثهم وتركيزهم إليها، ودع الأمل والإيجابية هما المحركان لما تقول أو تسمع، ووجه محدثيك إلى هذه الوجهة.
خامساً: استحضر فكرة أن الصباح الجديد هو يوم جديد، وأن اليوم الجديد هو فرصة جديدة بكل ما في الكلمات من معنى، وثق أن الله والكون لا يُخبّئان لك إلا أجمل الأشياء، وأنها ستأتيك في الوقت المناسب.
سادساً.. سابعاً.. ثامناً.. وليس آخراً..
فالصباح عطية عظمى، يجود علينا بها الخالق كل يوم، من أجل أن نتجدد ونحس بالتجدد، وأن نبدأ من جديد.