التفوق الاستخباراتي للمقاومة في جنين

التفوق الاستخباراتي للمقاومة في جنين

يونيو 20, 2023 - 11:17
أكتوبر 7, 2023 - 16:45
التفوق الاستخباراتي للمقاومة في جنين

معتز خليل
مدير مركز رصد للدراسات السياسية والفلسطينية – لندن

 
فجر يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من يونيه هاجمت بعض من القطع الإسرائيلية مخيم جنين ، من أجل القبض على إثنين من قيادات المقاومة . 
وبالفعل نجحت قوات الجيش الإسرائيلي في مهمتها ، غير إنها واجهت مقاومة شرسة عند خروجها من المخيم ، وهو ما يمكن تفسيره بنجاح المقاومة في جنين بتفكيك اسلوب عمل جيش الاحتلال ومكائده وقدرته على السيطرة على عنصر المفاجأة والمباغتة.
ما الذي يجري
بات واضحا أن هناك إنجازات تحققت من وراء هذه العملية ، ومنها : 
استخدام أسلوب تقني حديث خاص بالاتصال بين عناصر المقاومة ، وهو الأسلوب الذي لم تستطع الاستخبارات الاسرائيلية تعقّبه.
 تحركت المقاومة الفلسطينية بصورة مباغتة ، حيث اعتمدت فصائل المقاومة على التحرك بخلايا صغيرة ومتحركة وباستخدام استحداثات في التناسق بين إطلاق النار وبين العبوات وإدارتها بشكل فعال 
كل هذا يأتي مع تقديرات موقف اضافة اسرائيلية نشرت منذ عدة اسابيع وتكررت اليوم بتطوير انواع معينة من الصواريخ في شمال الضفة الغربية
نتائج 
بات واضحا أن الكثير من الإسرائيليين يدعون  الى حصار جنين ، بل وبترها عن الضفة ودخول الجيش اليها، الا ان مثل هذا الامر يحتاج الى تحضير أكبر وكذلك الى الاخذ بالحسبان لخسائر في جيش الاحتلال. وعليه فان هذه الدعوات مصحوبة باجتياح بالمجنزرات والاليات الثقيلة كما حدث في اجتياح مخيم جنين 2002.
غير أن تنفذ هذه الخطة عسكريا يواجهه الكثير من المصاعب ، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن فصل جنين عن الضفة واجتياحها ولو بعض أطرافها سيؤدي الى مأساة انسانية للسكان والمنطقة المحيطة، وكذلك الى توسع حالة المقاومة الى أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، وهذا نقيض ما تصبو اليه المؤسسة الامنية الإسرائيلية الآن.
وقد عبر ألون بن دافيد محلل الشؤون العسكرية في القناة ١٣ الإسرائيلية عن ذلك قائلا : "المؤسسة الأمنية لا توافق على عملية عسكرية في جنين، وفي الوقت نفسه، فإن افتراض العمل في جنين هو أن العملية ليست سوى مسألة وقت"
سياسيا هناك متغير يمكن ان يؤثر في طبيعة القرار الإسرائيلي ويتمثل في قرار ادارة بايدن تأجيل منتدى النقب الدوري المزمع انعقاده في المغرب واتهامها المباشر لحكومة نتنياهو بأنها تخالف مخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، خاصة في موضوع الاستيطان، ذلك يضعف الموقف الاسرائيلي دوليا.
والواضح فإن اسرائيل باتت في حالة لا يعطيها تفوقها العسكري التكنولوجي الهائل اية ضمانات للسيطرة على شعب فلسطين ولا ضمان أمنها وأمن جنودها ومستوطنيها. بل عادت لتتورط باحتلالها خاصة وأنها لا تملك اية استراتيجية للتعامل مع شعب فلسطين بملايينه السبعة سوى القوة والاجتياح والعدوان المتكرر على شعب اعزل في نهاية المطاف. وحتى في هذه المعادلة فإنها لا تحقق مبتغاها بل تخفق.
الخلاصة 
قد يكون من المبكر الخروج بخلاصات سياسية، لكن من الواضح ان حدث اليوم سيكون بمثابة عامل ردع اضافي لإسرائيل من اية امكانية لاجتياح غزة كما تهدد، ولا لحرب مفتوحة على الجبهة الشمالية، ف " فائض القوة" والتفوق ، قد يصبح عبئأ على تحقيق اهداف استراتيجية تهرب فيها اسرائيل نحو المزيد من العدوان والقوة، بدلا من السعي بأي شكل لحل عادل مع الفلسطينيين.