أطباء غزة يعملون في ظروف معقدة لعلاج المصابين بالحروق

أطباء غزة يعملون في ظروف معقدة لعلاج المصابين بالحروق

أكتوبر 22, 2023 - 12:11
أطباء غزة يعملون في ظروف معقدة لعلاج المصابين بالحروق
أطباء غزة يعملون في ظروف معقدة لعلاج المصابين بالحروق

يعمل أطباء في قطاع غزة في ظروف معقدة لعلاج المصابين بالحروق بينما تتواصل الضربات الجوية الإسرائيلية في خضم أعنف عدوان إسرائيلي على قطاع غزة .


ويمتلئ قسم الحروق وأقسام أخرى بمصابين بجروح مختلفة في كافة مستشفيات قطاع غزة التي تصاعدت التحذيرات من تحولها إلى مشارح كبرى بفعل ما تواجهه من تحديات.


وبصوت يكاد يسمع، نادى طفل في السابعة من عمره على والدته لدى إخراجه من غرفة العمليات حيث عولج من حروق أصيب بها إثر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلته في حي النصر وسط غزة.


لكن الطفل وئام عمار لم يتلق استجابة لأن جميع أفراد عائلته قتلوا جراء القصف.


وقال ابن عمه أحمد عمار لوكالة أنباء ((شينخوا)) "منذ خمسة أيام ونحن في المستشفى ووئام لا يتوقف عن المطالبة برؤية والديه لكن لم نخبره بعد بالحقيقة".


وأضاف "كل يوم وئام يأخذ محاليل ودواء لكنه لا يشفى وحالته النفسية تتدهور يوما بعد يوم".


ويزداد الضغط على القطاع الطبي في غزة مع استمرار تدفق مصابي الهجمات الجوية الإسرائيلية على مدار الساعة منذ بدأت في السابع من شهر أكتوبر الجاري.


ورافق بدء هجوم إسرائيل فرضها إغلاقا شاملا على قطاع غزة، كما قطعت كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان.


وفي محاولة إنقاذ جديدة، يواصل الطبيب جمال العصار دون كلل تنظيف الحروق وترقيع الجلد على عدة مراحل لمصابين يعاني كثير منهم من مضاعفات متتالية تؤدي إلى الوفاة.


وقال العصار من داخل غرفة العناية المكثفة بمستشفى الشفاء في غزة إن "معظم الإصابات هنا جراء حروق تنجم عن القنابل التي تلقيها إسرائيل على المنازل ولم نرها من قبل، ما رفع نسبة الوفيات بنسبة 100%".


وأضاف أن "بعض الحالات، وعددها بالعشرات، ما تزال تتلقى الرعاية الطبية في المستشفى وبعضها بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع".


وتعرض عدد من المصابين لحروق جراء هجمات إسرائيلية استهدفت منازلهم أو الأحياء التي يقطنون فيها أو أثناء محاولتهم إنقاذ ضحايا آخرين علقوا أسفل ركام المنازل المدمرة.


ويستعد المسعف عزيز شمالي (42 عاما) لإجراء أول عملية لترقيع الجلد بعد إصابته بحروق إثر قصف استهدف مركبة الإسعاف التي كان يقودها أثناء محاولته مع فريق من المسعفين إنقاذ إحدى العائلات في حي الشجاعية الأسبوع الماضي.


ويقول شمالي، وقد غطي رأسه وكل جسمه بضمادات طبية، "تلقينا نداء استغاثة من الشجاعية وتوجهنا إلى هناك وقبل أن نصل إلى المنزل المستهدف بأمتار سقطت قنبلة ثانية وتسببت في إصابتي واثنين من زملائي".


وقال الضابط في إدارة هندسة المتفجرات التابعة لشرطة حركة حماس محمد مقداد إن الذخائر التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الأصل من صنع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي متعددة الأحجام والأنواع، منها قنابل MK82 وMK83 وMK84 إضافة إلى قنابل جديدة من نوع GPU31، وGPU38.


وأوضح مقداد أن تلك الذخائر تتسبب عند انفجارها في "تدمير واسع واندلاع حرائق داخل المكان المستهدف".


وقد تتطلب إصابات الحروق التي لا تتوقف في غزة الآن، إلى شهور أو سنوات للتعافي مع توفير رعاية صحية متخصصة وهو غير متوفر هذه الأيام، حيث تعج المستشفيات بآلاف المصابين بينما المستلزمات والمستهلكات الطبية آخذة بالنفاد.


ودخلت أولى قوافل شاحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة اليوم (السبت) عبر معبر رفح مع مصر، لأول مرة منذ بدء جولة القتال الحالية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في السابع من الشهر الجاري.


وتتضمن المساعدات مستلزمات طبية ومياها وكمية محدودة من المواد الغذائية وهي تحت تصرف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.


ويقول رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع ناصر الطبي الدكتور محمد قنديل إنهم عانوا في الماضي للحصول على المعدات اللازمة لإعادة تأهيل مرضى الحروق ومع العدد الكبير "أصبح الأمر كارثيا الآن".


ويضيف أن نسبة 70% من الإصابات التي تصل إلى مجمع ناصر الطبي تضم أطفالا ونساء تعرضوا لإصابات بالغة وتهتك بالأعضاء الداخلية وتهشم بالجمجمة وحروق بكامل الجسد، وهو ما يحتاج إلى مراكز طبية متقدمة.


لكن قنديل يؤكد أنه على الرغم من العقبات والعجز في الإمكانيات أمام تدفق المرضى يستعين الأطباء بخبراتهم من تجارب الحروب السابقة ويعملون على إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين.


وارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 4385 والمصابين إلى 13561 مع تواصل غارات إسرائيل على قطاع غزة لليوم الـ15 على التوالي، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم (السبت).