خبراء: وسائل المساعدات غير البرية لغزة لا تستجيب لحجم الأزمة

مارس 17, 2024 - 17:05
خبراء: وسائل المساعدات غير البرية لغزة لا تستجيب لحجم الأزمة

مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بدأت الولايات المتحدة هذا الشهر بإسقاط الغذاء والماء جوا على القطاع، بينما وصلت في نهاية الأسبوع الماضي ، شحنة بحرية من المساعدات إلى شواطئ شمال غزة، وهي الأولى من نوعها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. ومن المتوقع أن تبحر قريبا دفعة أخرى من الضروريات إلى غزة من قبرص. 

وبحسب ما صرح به الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير خارجيته، آنتوني بلينكن، تخطط الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة لبناء رصيف عائم قبالة شواطئ غزة قد يساعد في النهاية على وصول مليوني وجبة إلى غزة يوميا، بحسب البيت الأبيض.

وتهدف كل هذه الجهود إلى توصيل المزيد من المساعدات إلى غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إن الجوع الشديد وسوء التغذية منتشران بشكل مثير للقلق. لكن تنويع طرق تسليم المساعدات، لم يحد من انتشار سوء التغذية على نطاق واسع، كما يقول الخبراء والجماعات الإنسانية. وفي حين أن هذه الجهود موضع ترحيب، إلا أن الخبراء، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركية ، يقولون إن أفضل طريقة لدرء المجاعة هي التوسط في وقف إطلاق النار.

وفي تصريح لها أدلت به إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت سارة شيفلينج، الخبيرة في الشؤون اللوجستية الإنسانية، وسلاسل التوريد في كلية هانكين للاقتصاد في فنلندا : "لا يمكننا زيادة المساعدات إلى المستوى المطلوب، ولا يمكننا الحفاظ عليها آمنة لكل من الأشخاص الذين يقدمونها والأشخاص الذين يتلقونها طالما لا تزال هناك حرب مستمرة". وقالت الدكتورة شيفلينغ إنه طالما استمرت الحرب، فإن الطريقة الرئيسية لتوصيل المساعدات يجب أن تكون عبر الأرض، لأن غزة لديها بالفعل البنية التحتية اللازمة. وأضافت أن الآليات الأخرى لنقل المساعدات إلى غزة عن طريق الجو أو البحر "من الجيد وجودها"، لكن من غير المرجح أن تكون فعالة في معالجة أزمة الجوع الحادة هناك.

وتشرح الخبيرة ، أنه على سبيل المثال، فإن الشحنة التي يبلغ وزنها 200 طن - والتي تحتوي على الأرز والدقيق والعدس والتونة المعلبة ولحم البقر والدجاج التي قدمتها مؤسسة وورلد سنترال كيتشن World Central Kitchen الخيرية - والتي وصلت إلى غزة في نهاية الأسبوع الماضي تعادل ما يمكن أن تحمله حوالي 10 شاحنات. وبالمقارنة، تدخل نحو 150 شاحنة إلى غزة كل يوم، وهو أقل من ثلث ما كان يدخل يوميا قبل الحرب، وفقا لبيانات وكالة المعونة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة التي تخدم الفلسطينيين في غزة، والمعروفة باسم الأونروا.

وقام الجيش الأميركي، بالشراكة مع القوات الجوية الأردنية، بعملية إنزال جوي (يوم السبت الماضي-9/3) شملت حوالي ثمانية أطنان من المواد الغذائية – أي أقل من نصف ما يمكن أن تحمله شاحنة واحدة.

وتنسب نيويورك تايمز إلى جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا، قولها إنه في حين أن وصول مساعدات إضافية عن طريق البحر أو الجو من شأنه أن يساعد الفلسطينيين بلا شك، إلا أنه بمثابة ضمادة حتى لا تتحول الأزمة إلى كارثة.

وتصر إسرائيل على أنها لم تضع أي حدود على كمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة وأنها تدعم الجهود الرامية إلى إغراق غزة بالمواد الغذائية والإمدادات. لكن جماعات الإغاثة تشير إلى أن إسرائيل أغلقت جميع المعابر الحدودية في الجنوب باستثناء معبرين، وأن عمليات التفتيش المرهقة التي تجريها على قوافل المساعدات بحثاً عن الأسلحة تؤدي إلى إبطاء عمليات التسليم. وفي الأسبوع الماضي، سمحت إسرائيل لقافلة من الشاحنات المحملة بالأغذية بالدخول مباشرة إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب.

وقال خبير في توزيع المساعدات في غزة للصحيفة ، "أدى اليأس والخروج على القانون في غزة إلى جعل توزيع المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات أمراً صعباً، وفي بعض الحالات، مميتاً. وفي العديد من الهجمات الإسرائيلية التي وقعت خلال الشهر الماضي، قُتل أو جُرح عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم لتلقي المساعدات.

 وانتهى المصير بقافلتين من الشاحنات على الأقل في غضون أسبوعين بالموت والكارثة بعد إطلاق أعيرة نارية أثناء احتشاد الحشود من حولهما من قبل الجيش الإسرائيلي".