عن الإبادة الجماعية في غزة

الهولوكوست ليست الإبادة الجماعية الوحيدة في التاريخ الإنساني؛ لكن هنالك أيضاً أكثر من 100 ألف فلسطيني قتلوا على يد المجرمين الإسرائيليين منذ بداية نكبة 1948 إلى هذا اليوم، وهنالك أكثر من مليون أسير بينهم من قضى ربع قرن في معسكرات الإعتقال الإسرائيلية.
هل تسائلتم إن تضاعف هذا العدد إلى الرقم مليون؟
أعتقد أن العالم سيكون متأخراً في فرض الأحكام التي تنص على معاقبة إسرائيل على جرائم الإبادة المرتكبة في حق الفلسطينيين.
في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1946، قضت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجريم الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي، لكن هذا القانون لم يطبق فعلياً على مجرمين قادة الحرب الإسرائيليين.
كان من المفترض أن تتعلم إسرائيل درساً من محرقة الهولوكوست التي تعرض إليها اليهود طوال عقود من الزمن، لكن الكثير لم يحفظ هذا الدرس جيداً، ولم يتعظوا حتى من كيفية تعلم الإنسان وهو يبحث عن معنى له في هذه الحياة، لا شك في أن إسرائيل قامت بتجربة كل الجرائم الفظيعة وغير الإنسانية ضد الفلسطينيين، بل اقتبست سلوكاً معاديا وأكثر وحشية بحق الفلسطينيين.
إن استخدام مصطلح معاداة السامية بشكل مفرط هو من مهد في حدوث جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وأن الجرائم الفظيعة التي ترتكب وتحدث بحق الفلسطينيين، هي من سمحت بحدوث هولوكوست فلسطيني.
تواطؤ المجتمع الدولي وصمته أمام كل هذه الجرائم التي تحصل على مدى عقود من الزمن، هي من ساعدت أيضاً في حدوث هولوكوست من نوع آخر، يمارس ضد الفلسطينيين.
نحن لا نريد من العالم أن يتدخل في وقت متأخر لوقف جرائم الإبادة والمجازر التي تحصل للفلسطينيين. بل نريد منه أن لا يسمح لإسرائيل بأن تكون دولة فوق القانون الدولي. نريد منه أن يضع قوانين جديدة تحد من كل هذا التطرف، يضع قوانين جديدة بوقف وإنهاء هذا الإحتلال.
المانيا وحلفاؤها كانوا متواطئين في فترة من الفترات مع جرائم الإبادة الجماعية التي كانت ترتكب من قبل النظام النازي إبان الحرب العالمية الثانية ضد اليهود. لكن في هذه الحقبة التي نعيشها، ظهر هذا التواطئ من جديد بصورة أخرى مع الفلسطينيين.