المشاركون في مؤتمر ميونيخ للأمن يدعون إلى تعزيز التعاون الدولي
دعا المشاركون والخبراء الذين حضروا مؤتمر ميونيخ للأمن الذي اختتم لتوه إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
وقال رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن كريستوف هويسجن في خطابه الختامي "من الواضح للغاية أننا لا نستطيع حل هذه (التحديات) بمفردنا، كما هو الحال بالنسبة للطريقة القديمة التي كنا نحل بها المشكلات، علينا أن ننفتح (أمام التعاون)". وأشار إلى أنه بفضل تعاون العديد من الأطراف، شوهدت بطانات فضية في حل مختلف التحديات.
وخلال حدث جانبي شارك في تنظيمه مؤتمر ميونيخ للأمن ومركز الصين والعولمة، أشار نائب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن راينر رودولف إلى أن القصور في التعاون الدولي الذي سُلط الضوء عليه في تقرير ميونيخ للأمن قد تم تحديده كتحد رئيسي أثناء التحضير لمؤتمر هذا العام.
وقال رودولف إنه من ضمن هذه التحديات، يعد تغير المناخ تحديا بارزا يستحيل على أي فرد تجاهله أو تجنبه.
كما ذكر المسؤول أنه نظرا لتأثير التوترات الجيوسياسية على التعاون بين الصين وأوروبا والولايات المتحدة بشأن السياسات المتعلقة بتغير المناخ، فقد حان الوقت لعقد ندوة تناقش التعاون ذي الصلة.
وقد حذر وانغ هوي ياو، رئيس مركز الصين والعولمة، وهو مؤسسة بحثية غير حكومية رائدة في الصين، من أن الاتجاه الهبوطي في السياسة العالمية، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة وأوجه عدم اليقين الاقتصادية قد تؤدي إلى وضع "الخسارة للجميع".
وأشار إلى أنه "يجب أن نتجنب الوقوع في وضع "الخسارة للجميع" بسبب تجزؤ النظام الدولي، موضحا أن تقرير ميونيخ للأمن يشجع الجميع على التفكير بشكل أكثر جدية في كيفية وقف هذه الحلقة المفرغة. وأن التعاون بشأن تغير المناخ من المتوقع أن يصبح بارقة أمل.
وصرح غراهام أليسون، الأستاذ بكلية كينيدي للحكم في جامعة هارفارد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "الخسارة الجميع" مسألة اختيار.
وأضاف البروفيسور قائلا "لو فعلنا شيئا غبيا حقا، من الممكن أن نصل إلى وضع الخسارة للجميع".
وشدد على أن مواجهة المشكلات التي تبدو مستعصية على الحل مسألة تتطلب فن الحكم والخيال. كما ينبغي على جميع الأطراف أن تتعاون لوضع إطار لجعل أي مشكلة غير القابلة للحل قابلة للسيطرة.
من جانبها دعت ميا موتلي، رئيسة وزراء بربادوس، إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال حوكمة تغير المناخ فيما حثت الدول الأكثر ثراء على اتخاذ المزيد من الإجراءات الحاسمة.
بالإضافة إلى تغير المناخ، أصدر المندوبون والخبراء في الاجتماع أيضا وصفات للحفاظ على الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك من خلال التعاون أيضا.
من ناحية أخرى، عبّر لارس كلينغبايل، الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، عن سروره برؤية القمة التي عُقدت بين الصين والولايات المتحدة في العام الماضي بسان فرانسيسكو وأرسلت إشارة بالحوار والتعاون، قائلا "يمكننا أن نغتنم نافذة الفرصة هذه الآن لإيجاد سبل للتواصل، وإيجاد سبل لإجراء حوار، وإيجاد سبل للتعاون".
وقد ذكر علي صبري، وزير خارجية سريلانكا، أن دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ حققت الكثير خلال العقدين الماضيين بفضل السلام والاستقرار، اللذين تُرجما إلى ازدهار لشعوب المنطقة.
وقال الوزير "ولكن الآن بدأ الناس يتحدثون عن فك الارتباط وإزالة المخاطر، وهو ما يشكل تهديدا للاستقرار"، مضيفا أن ذلك سيتحول في النهاية إلى عدم استقرار يُلحق الضرر بالنمو والجنوب العالمي.
وحث الدول الكبرى على العمل معا لتمكين كل بلد من تحقيق أفضل ما لديه.
يعد مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي تأسس عام 1963، منصة دولية للمناقشات رفيعة المستوى بشأن قضايا الأمن العالمي ومحفلا لطرح المبادرات الدبلوماسية الرامية إلى معالجة الشواغل الأمنية.