الأونروا الشاهد على النكبة
بقلم / د. عبدالله كميل
تم تأسيس وكالة الامم المتحده لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" في اعقاب حرب 1948م بموجب قرار 302 الصادر عن الجمعيه العامه للامم المتحده في الثامن من ديسمبر عام1949م بهدف تقديم برامج الاغاثه والتشغيل للاجئي فلسطين الى حين حل مشكلتهم وفق قرار الجمعية العامة رقم 194 الصادر بعد قرار تأسيس الاونروا مباشرة وتحديدا بتاريخ 11 ديسمبر عام 1949م .
بدأت الوكالة عملياتها في 1/5/1950 معتمدة على التبرعات الطوعية للدول الاعضاء في الامم المتحدة ، وقد ركزت الاونروا نشاطاتها في مجالات التعليم والصحة والرعاية الصحية والبنى التحتية للمخيمات وتقديم الاستجابة الطارئة بما في ذلك في اوقات النزاع المسلح.
شكلت الوكالة والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع والخارج شواهد حيه على جريمة العصر التي تمثلت بالنكبه الناتجه عن المجازر والجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونيه من قبل النكبه ومن ثم دولة الاحتلال باجهزتها الرسميه من بعدها ولكونها شواهد فكرت اسرائيل ولا زالت بالتخلص منها تماما اعتقادا منها ان اثار النكبة ستمحى من ذاكرة الانسانية.
قبل ايام خرجت اسرائيل بإدعاء جديد بهدف تشويه صورة الاونروا مفاده قيام بضعة موظفين من الوكاله بالمشاركه في احداث السابع من اكتوبر والتعاون مع حركة حماس في قطاع غزه ، والغريب في الامر ان عددا من الدول وعلى رأسها الولايات المتحده اعلنت على الفور تجميد تمويلها للوكاله من دون تأكد مهني من صحة الروايه الاسرائيليه وكأن الامر كان مبيتا حيث اثار ذلك الشك بان هذه المواقف سياسيه هدفها شطب حق العوده، مع العلم ان الوكالة لديها اكثر من ثلاثين الف موظف ، ولو افترضنا جدلا ان اثني عشره او حتى مئه شخص قد اخترقوا نظام العمل في الوكاله فهل هذا يعني ان الوكاله متعاونه مع حماس او المقاومة الفلسطينية وهنا يبرز سؤال كبير فهل يعني ان جيش اسرائيل متعاون مع المقاومة الفلسطينية حيث ان كثيرا من التقارير الاسرائيلية كانت قد تحدثت عن القاء القبض على اعداد كبيره وعلى عدة مراحل من الضباط والجنود الاسرائيليين بسبب بيعهم وتهريبهم السلاح للفلسطينيين والذي استخدم في مقاومة الاحتلال !!!
بالنهايه فان الولايات المتحدة وبموقفها السلبي المتوافق مع مواقف اسرائيل من وكالة الاونروا يزيد من الفجوه بين المنظومة الأخلاقية والفانونية الدولية والانسانية ومواقف امريكيا ما يزيد من عزلتها ويعمق الشعور بالكراهية من قبل الشعوب اتجاه الولايات المتحده وكذلك فان الاخير وبسلوكها تجهض مصداقية النظام الدولي الذي يخضع للقوة وسطوة القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.