كأس إفريقيا.. كوت ديفوار من الحرب الأهلية إلى إنفاق مليار دولار
تأمل حكومة كوت ديفوار أن تؤدي استضافة كأس أمم إفريقيا 2023 إلى تسريع الانتعاش المثير للإعجاب في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 2011.
واعترفت الحكومة أنها استثمرت ما لا يقل عن مليار دولار لاستضافة البطولة، التي تنطلق يوم السبت، حيث قامت ببناء أربعة ملاعب جديدة بينما قامت بتجديد ملعبين آخرين، بالإضافة إلى بناء وتحديث المطارات والطرق والمستشفيات والفنادق في المدن الخمس التي تستضيف اللقاءات، أبيدجان وبواكي وكورهوغو وسان بيدرو والعاصمة ياموسوكرو.
وقالت شبكة "بي بي سي" في تقرير لها: يأتي بعض الإنفاق الضخم من قرض حصلت عليه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا من صندوق النقد الدولي في إبريل الماضي والبالغ 3.5 مليار دولار، بعدما عانت من الحروب الأهلي في الفترة ما بين 2002 إلى 2007 وعامي 2010 و2011.
وتم تصنيف كوت ديفوار في المرتبة الـ 138 ضمن قائمة أغنى دول العالم، وعلى الرغم من أن البلاد شهدت متوسط نمو قدره 8% سنويا، إلا أن الإنفاق يشكل قلقا للبعض، بعد ما قام به الرئيس الحسن واتارا، الموظف السابق في صندوق النقد الدولي، والذي تولى السلطة عام 2010.
وبعد إنفاق أكثر من مليار دولار، قد يأمل معظم المستثمرين في الحصول على عائد مالي، لكن فرانسوا أميتشيا، الذي يدير اللجنة المنظمة لكأس الأمم الإفريقية 2023، يقول إن هذه لم تكن النية على الإطلاق.
وأضاف أميتشيا، النائب الإيفواري الحالي ووزير الرياضة السابق في ديسمبر الماضي: عندما قررنا تنظيم البطولة، لم يكن ذلك من أجل كسب المال، بل من أجل إعادة تنظيم البلاد، لقد كانت فرصة لتوفير البنية التحتية الرياضية، ويجب أن أذكركم أنه لم يتم إنشاء أي بنية تحتية رياضية منذ سنوات، حيث أتاحت لنا بطولة كأس الأمم بناء أربعة ملاعب جديدة وملعبين تم تجديدهما.
تم صرف 276 مليون دولار على بناء ملاعب جديدة في ياموسوكرو وكورهوغو وأبيدجان، في حين كلف تجديد ملعب فيليكس هوفويت بوانيي في أبيدجان 109 ملايين دولار أخرى.
كما تم بناء وتجديد 24 مركز تدريب في المدن الخمس المستضيفة، مع بناء ثلاث مدن مكونة من 32 فيلا من خمس غرف في بواكي وسان بيدرو وياموسوكرو مع افتتاح فندق جديد يضم 48 غرفة في كورهوغو.
إضافة إلى تحديث وبناء المستشفيات في كوهوغو وسان بيدرو، كما تم تجديد مطاري المدينتين ومطار بواكي، مع تعديل الطرق السريع في أبيدجان – الواقعة غربا إلى سان بيدرو الساحلة وشمالا إلى كورعوغو.
وواصل أميتشيا: لقد سمح لنا تنظيم البطولة بتحسين روابط النقل، نعلم أن كوت ديفوار مرت بفترة صعبة، ولم يكن الأمر سهلا من الناحية الاقتصادية، لكن كأس أمم إفريقيا سمحت لكوت ديفوار بتجهيز نفسها ببنية تحتية رياضية وغير رياضية تليق بدولة نامية.
ويخطط الاتحاد الإيفواري لكرة القدم لمعالجة المخاوف التي أعرب عنها البعض بشأن مستقبل الملاعب الجديدة المكلفة.
وبعد أن استضافت البلاد دوري أبطال إفريقيا للسيدات نوفمبر الماضي في بواكي وسان بيدرو، يريد الإيفواريون أن يصبحوا مركز استضافة إقليمي، وخاصة بالنسبة لتلك البلدان التي لا تستطيع ملاعبها الوطنية استضافة المباريات الدولية لأسباب تتعلق بالسلامة.
وقال إدريس ديالو، رئيس الاتحاد الإيفواري للعبة: سنعمل على ضمان أن تصبح بلادنا مركزا لغرب إفريقيا فيما يتعلق بكرة القدم والمسابقات الرياضية، سيوفر هذا مساحة لجميع البلدان التي ليس لديها بنية تحتية معتمدة من قبل الاتحادين الإفريقي "كاف" والدولي "فيفا".
ويحرص رئيس البلاد واتارا على ضمان أن تتمتع المناطق التي لا تستضيف مباريات البطولة ببنية تحتية رياضية جديدة، في حين يقوم مشروع مشترك مع فرنسا بإنشاء 10 مجموعات رياضية صغيرة في جميع أنحاء كوت ديفوار.
ومنذ نهاية الحروب الأهلية، التي أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، تحسنت كوت ديفوار ماليا، وبفضل الاستثمارات الكبيرة والأداء القوي لصادراتها الرئيسية، البن والكاكاو – حيث تعد أكبر مصدر في العالم، يبدو أن اقتصاد البلاد الإفريقية مستعد لأن يصبح ثاني أكبر اقتصاد في غرب القارة السمراء.
في 2013، بلغ الناتج المجلي الإجمالي لكوت ديفوار 43 مليار دولار وغانا 63 مليار دولار، في حين تظهر أرقام صندوق النقد الدولي لعام 2022 أن الفجوة أغلقت، حيث أعلنت الدولتان أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ 70 مليار دولار و73 مليار دولار بالنسبة لغانا، علما أن كلاهما لا يزال خلف نيجيريا صاحب الـ 477 مليار دولار.
تمثل العاصمة الاقتصادية أبيدجان ما يقرب من 80% من الناتج الاقتصادي للبلاد، ومع استضافة كأس الأمم في مختلف أنحاء البلاد، يأمل الأيفواريون في سد الفجوة.