ما بين الوطنية المحلية ، و الانتماء القومي
(تنوعنا يحمي وجودنا )
ما بين الوطنية المحلية ، و الانتماء القومي
(تنوعنا يحمي وجودنا )
اعتقد اننا بغالبيتنا نشعر خلال نقاشنا لحالتنا الفلسطينية الراهنة ، بتنا و كأننا نخوض حربا مع انفسنا و مع بعضنا البعض بنفس الوقت .
ما اكتبه ليس صرخة الم و غضب ، بل محاولة لإزالة الغبار عن حقائق و ثوابت أُهملت ، فالضجيج لا يصنع حقيقة ، والصوت العالي لا يجعل النقص كمالا و لا الخطأ صوابا .
في كل شعب -بلا استثناء - كما في كل أُمة … يوجد من ينير الطريق ، و من يلقي الحجارة في الظلام .
رغم اننا كما هو نعرف ان التعصب ليس رُقي وطني ، كما أنه ليس انتماء قومي ، بل يمكن ان نسميه عماً مؤقت يصيب الضمير .
نحن في فلسطين كأفراد و أُسر و أتباع رسالات و ثقافات جميعنا مواطنين ، (وهذا ينطبق على مكونات منطقتنا بالمدى الأوسع ) ، جميعنا كأغصان شجرة واحدة ، قد تختلف اتجاهاتنا ، لكن جذورنا واحدة ، وماء سقيانا واحد و سماؤنا واحدة .
فمن يقطع غصنا بحجة الدفاع عن الجذع سينتهي إلى شجرة ميتة او عصا جافة منخورة .
قبولنا ( للآخر ) على المستويين الوطني و القومي ، يؤكد و يحمي وجودنا الجماعي الذي ما كنا موجودين اليوم لولاه عبر مساره التاريخي .
نحن في فلسطين مرت علينا قبل ايام ذكرى ميلاد إعلان دولتنا (وثيقة الاستقلال)
و نحن نعيش في فلسطين و المنطقة و العالم اليوم ذكرى ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم المسيح الانسان الكنعاني الآرامي اللسان عليه الصلاة و السلام .
وبعد ايام ستأتي علينا ذكرى ميلاد و انطلاق ثورتنا التحررية المعاصرة .
وبعدها سنحيا و نُحيي ذكرى حادثة الإسراء و المعراج المباركة .
ما نحتاجه اليوم …
ليس ان ننتصر في نقاش ، بل ان ننجح بالاستماع للغصن الاخر المشكل لشجرتنا (زيتونتنا) الأصيلة المعمرة .
ليس ان نثبت ان الآخر مُخطيء ، بل اننا بشر نستحق الحياة على هذه الارض المباركة (فلسطين و كل منطقتنا العربية ) .
كل عام وشعبنا كل شعبنا بخير
كل عام و امتنا بكل مكوناتها بخير .
ميلاد مجيد لنا جميعا .
القدس-فلسطين
٢٠٢٥/١٢/٢٤
عبد الكريم نجم





