دار الكوثر للمسنين… صرخة إنسانية في وجه الأزمة وواجب وطني لا يحتمل التأجيل

اعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

ديسمبر 23, 2025 - 09:45
دار الكوثر للمسنين… صرخة إنسانية في وجه الأزمة وواجب وطني لا يحتمل التأجيل

دار الكوثر للمسنين… صرخة إنسانية في وجه الأزمة وواجب وطني لا يحتمل التأجيل

عنبتا – طولكرم

اعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

في وقتٍ تتعاظم فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تطلق جمعية دار الكوثر لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة نداءً إنسانيًا عاجلًا، بعد وصولها إلى مرحلة مالية حرجة تهدد استمرار البيت الوحيد الذي يؤوي عشرات كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ممن لا معيل لهم ولا مأوى بعد الله.

دار الكوثر ليست مجرد مؤسسة خيرية، بل ملاذ إنساني يحتضن فئة هي الأكثر هشاشة في المجتمع. نزلاؤها من كبار السن يعانون أمراض الشيخوخة، وأوضاعًا صحية مزمنة، ويحتاجون إلى رعاية طبية وغذائية يومية، إضافة إلى التدفئة والاحتياجات الأساسية التي بات توفيرها أمرًا بالغ الصعوبة في ظل شح الموارد وتراجع التبرعات.

وأكدت إدارة الجمعية في حديثها للصحيفة أن استمرار الأزمة المالية سيُعرّض الخدمات المقدّمة للمسنين للخطر، مشيرة إلى أن “كل يوم يمرّ دون دعم حقيقي يعني مزيدًا من القلق على العلاج والغذاء والدواء، وهي حقوق إنسانية غير قابلة للمساومة”.

مسؤولية مجتمعية ورسمية

وفي هذا السياق، شددت الجمعية على أن رعاية كبار السن ليست عملًا خيريًا فقط، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، داعية الجهات الرسمية المختصة، وعلى رأسها وزارة التنمية الاجتماعية والجهات المحلية، إلى إيلاء دار الكوثر الاهتمام العاجل، سواء من خلال الدعم المباشر أو إدراجها ضمن برامج الحماية الاجتماعية المستدامة.

كما دعت الجمعية رجال الأعمال والمؤسسات الأهلية والخاصة إلى تحمل دورهم المجتمعي، خصوصًا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية، حيث يبقى كبار السن الشاهد الحي على التاريخ والتضحيات، والأجدر بالرعاية والاحترام.

“نطرق أبواب القلوب”

ونظرًا لعجز هذه الفئة عن إيصال صوتها، جاءت المناشدة من الجمعية إلى “أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة”، مؤكدة أن أي تبرع، مهما كان بسيطًا، يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة إنسان، وأن “تبرع اليوم قد يكون دواءً لمسن، أو وجبة، أو دفئًا يقيه قسوة الشتاء”.

نداء مفتوح

دار الكوثر، التي تقع في عنبتا – طولكرم، تناشد الجميع عدم ترك هذا الصرح الإنساني وحيدًا في معركته من أجل البقاء، فـدعوة مسنّ قد تغيّر قدر إنسان، وخدمة الضعفاء تبقى من أنبل الأعمال وأعظمها أجرًا.

 إنقاذ دار الكوثر اليوم هو إنقاذ لقيم التضامن والتكافل التي قام عليها مجتمعنا الفلسطيني، ورسالة وفاء لمن أفنوا أعمارهم في خدمة أسرهم ووطنهم.