"من فوز الضفة إلى أمل غزة: فتح تنتصر للديمقراطية وتعد بعصرٍ جديد من التجديد"

بقلم: د. محمد إبراهيم محمد منصور : مقرّر مفوضية المكاتب الحركية – إقليم شمال غزة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"

نوفمبر 3, 2025 - 15:14
"من فوز الضفة إلى أمل غزة: فتح تنتصر للديمقراطية وتعد بعصرٍ جديد من التجديد"

"من فوز الضفة إلى أمل غزة: فتح تنتصر للديمقراطية وتعد بعصرٍ جديد من التجديد"

بقلم:
د. محمد إبراهيم محمد منصور
مقرّر مفوضية المكاتب الحركية – إقليم شمال غزة
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"

حين ترتفع رايات "فتح" فوق صناديق الاقتراع، وتنبض إرادة الناس من جديد رغم الجراح، فإنّ ذلك لا يُعدّ مجرّد فوزٍ في انتخاباتٍ مهنية، بل انتصارٌ للروح الوطنية وللقيم التي أرستها الحركة منذ انطلاقتها الأولى.

لقد حملت نتائج انتخابات النقابات المهنية في الضفة الغربية بشرى للفلسطينيين جميعاً، وأرسلت رسالة واضحة بأنّ "فتح" ما زالت عنوان المشروع الوطني، وقادرة على تجديد شرعيتها من خلال صناديق الاقتراع، لا من خلال الشعارات.
هذا الفوز الساحق هو في جوهره استفتاء شعبيّ على نهج الحركة وقيادتها، وعلى الإيمان العميق بأنّ الديمقراطية ليست ترفاً، بل طريقاً نحو استعادة الثقة، وبناء المؤسسات، وتجديد الأمل في مستقبلٍ فلسطينيٍّ ديمقراطيٍّ ووحدويّ.

لكنّ هذا الانتصار في الضفة الغربية لا يُقرأ بمعزلٍ عن الوجع الذي يعيشه أهلنا في غزة الجريحة.
فهنا، بين الركام، ما زال أبناء الحركة وعموم أبناء شعبنا يصنعون الحياة من قلب الموت، ويُمسكون بجمرة الأمل رغم كل ما خلّفته الإبادة الجماعية من وجعٍ وخراب.
ننظر إلى هذا الفوز بعين الفرح، نعم، لكن أيضاً بعين المسؤولية؛ مسؤولية أن ينعكس هذا النجاح التنظيمي والديمقراطي على كل أطر الحركة، وفي مقدمتها أطرنا في غزة، لتُفتح صفحة جديدة من الإصلاح والتجديد وضخّ الدماء الشابة في مفاصل التنظيم والمناطق والشُعب.

لقد آن الأوان أن تكون غزة – التي دفعت الثمن الأكبر من دمها وصمودها – جزءاً أصيلاً من معادلة التعافي الوطني والتنظيمي.
نريد أن نرى الديمقراطية التي أزهرت في الضفة تُزهر أيضاً في غزة، وأن تُستعاد روح "فتح" التي علّمت الأجيال معنى الانتماء والوفاء والانضباط الثوريّ.
نريد أن نرى مؤسسات الحركة في غزة تتنفس من جديد، تُراجع ذاتها، تُقيم أداءها، وتفتح الأبواب أمام الكفاءات الشابة لتقود مرحلة البناء بعد الحرب، مرحلة استنهاض الوعي وإعادة الإعمار الوطني والسياسي.

إنّ فوز "فتح" اليوم هو إشارة من الوطن إلى أبنائه بأن المشروع الوطني لم يمت، وأن جذوة الإيمان بالحرية لا تزال متقدة في قلوب الفلسطينيين رغم كل الدمار.
هو انتصار للثقة بالذات، وللمنهج الذي يوازن بين الثابت الوطني والتجديد التنظيمي، بين الوفاء للشهداء والجرأة في النقد الذاتي.

ولعلّ أروع ما في هذا الفوز أنّه يعيد التذكير بأنّ الديمقراطية الفلسطينية قادرة على النهوض من تحت الركام، متى وجدت من يحملها بإخلاصٍ وإيمان.
فكما انتصرت الحركة في ميادين الانتخابات بالضفة، سننتصر في ميادين الوعي والعمل التنظيمي بغزة، حين نفتح الأبواب للطاقات الجديدة، ونصون وحدة الصف، ونصوغ مستقبل "فتح" الذي يليق بتضحيات شهدائها وصمود أبنائها.

من الضفة التي احتفلت بالنصر، إلى غزة التي تنزف وتنتظر شروق العدالة…
نقول: إنّ فتح التي لم تنكسر في وجه الاحتلال، لن تنكسر أمام التحديات الداخلية.
ستنهض كما نهضت دائماً، من بين الرماد، لتعيد صياغة الحلم الوطنيّ، ولتقول للعالم:
ما دام فينا نبضٌ فلسطينيّ، فالديمقراطية حية، وفتح باقية، والوطن يولد من جديد.