قيادي بأسطول الصمود: غزة ما تزال بحاجة لجهودنا ومهمتنا مستمرة
قال عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي نبيل الشنوفي، إن جهود كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة مستمرة رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين تل أبيب وحركة 'حماس'.
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، هاجمت إسرائيل جميع سفن أسطول الصمود العالمي الذي يضم سفن الأسطول المغربي أثناء إبحاره نحو قطاع غزة لمحاولة كسر الحصار الذي تفرضه تل أبيب، واعتقلت الناشطين المشاركين ثم رحلتهم تباعا إلى بلدانهم.
وكانت تلك المرة الأولى التي تُبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامنا مدنيين من أكثر من 45 دولة.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي شددت إسرائيل الحصار على غزة عبر إغلاق جميع المعابر، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، سمحت إسرائيل بدخول كميات شحيحة من المساعدات لا تلبي احتياجات القطاع التي تصل إلى 600 شاحنة يوميا.
ويقول الناشط التونسي الشنوفي في مقابلة: 'الهدنة تخص بالأساس المقاومة والكيان الصهيوني والدول الوسيطة، أما بالنسبة لنا كناشطين لا نقول أن الاتفاق لا يعنينا، ولكن لنا مجال آخر نشتغل فيه'.
ويضيف: 'نشاطنا مرهون بالحصار الإسرائيلي'، ويتساءل مستنكرا: 'فهل رفع (الحصار) عن غزة؟ وهل القضية الفلسطينية حُلَّت تماما بخروج الاحتلال (الإسرائيلي) من الأراضي المحتلة كاملة؟'.
وبسبب ذلك، يقول الشنوفي: 'نشاطنا لن يتوقف، بل على العكس نحن ماضون قدما، وسنتحرك في نفس الاتجاه صوب غزة لكسر الحصار الإسرائيلي الذي هو أولى الأولويات'.
وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، يشير الناشط إلى أن 'الكيان الصهيوني لم يلتزم بكامل الاتفاق، فالمساعدات المتفق عليها 600 شاحنة يوميا، بينما لا يدخل إلا 100 شاحنة، ثم توقفت ثم عادت'.
وشدد على أن 'حملات المقاطعة للكيان ستتواصل، والحراك الوطني والعالمي سيتواصل إلى أن يسترد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه'.
وعن موقف بلاده من إسرائيل، يقول الناشط: 'لا تطبيع ولا سفارات ولا سفن تمر من تونس للكيان مباشرة، وبالتالي فإن المصالح المشتركة ظاهريا منعدمة مع الكيان'.
ويؤكد أن 'تونس قامت بواجبها كدولة وشعب فيما يخص القافلة والأسطول، وتبنت العملية بحذافيرها رغم كل الضغط السياسي والدبلوماسي الذي سلط عليها'.
ويشيد الشنوفي بالمظاهرات المتواصلة في بلاده وجارتها المغرب، دعما لقطاع غزة، مطالبا بمواصلة الحراك وتصعيد الوسائل السلمية لدعم الفلسطينيين.
وعن إمكانية أن تشكل تلك المظاهرات عامل ضغط، يرى أنه 'إذا فتحنا بابا للضغط على كل الدول الداعمة للكيان ظاهريا وباطنيا ستكون المسألة صعبة علينا'.
لذلك، يطالب الشنوفي بـ'التركيز أولا على الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للكيان (إسرائيل)، أما بقية الدول فشعوبها قامت بالواجب'.
ويعتبر أن 'من يقود الحرب فعليا على الأرض بالسلاح والعتاد الولايات المتحدة، ومن يقود الحرب سياسيا في الأمم المتحدة والضغط على بقية دول العالم والحكومات الولايات المتحدة أيضا'.
ويطالب الشنوفي بأن 'يسلط الضغط على الولايات المتحدة، مثلما فعلنا في تونس عندما تظاهرنا أمام سفارة واشنطن مطالبين بوقف الدعم للكيان الصهيوني'.
ومتحدثا عن الدور المستقبلي، يقول الشنوفي: 'هناك دوران يجب لعبهما، الأول إعادة الإعمار، وهي مسالة تخص دولا غنية، ويمكن للدول الفقيرة أن تساعد ببناء مستشفى أو اثنين'.
أما الدور الثاني وفق المتحدث: 'فهو يختلف قليلا، ومن مهامه مساندة العائلات لا سيما عائلات الشهداء، ويمكن أن تتولد عمليات توأمة بين العائلات والمستشفيات في تونس وغزة'.
وختام حديثه، قال: 'نأمل أن تكون المبادرات القادمة بنا أو بغيرنا فاعلة، وتؤدي دورا أكبر في خدمة الحق الفلسطيني'.





