معركة الحسم
سعدات عمر

معركة الحسم
سعدات عمر
اقترب موعد إنعقاد الجلسة...في الجمعية العمومية للأمم المتحدة مع فارس فلسطين الرئيس أبو مازن، والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية. هنا حسبي أن أشير إلى الإسهام المتميز الذي قدمه وما زال الرئيس أبو مازن، والقيادة الفلسطينية الشرعية في هذه المعركة الشرسة لتأكيد الثبات والعزم بمسألة الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة صاحبة سيادة بوجه آخر يتمثل بالحرب السياسية المتعددة الأوجه والميادين وبالكفاح الخلَّاق الذي يخوضه الرئيس أبو مازن الذي شكَّل على امتداد عقود أحد العوامل الأساسية في الحفاظ بجدية على الهوية الفلسطينية.
المؤامرات كانت وما زالت عديدة ومتلاحقة، ومن أكثر من طرف، ودائماً العقل الفلسطيني يسأل إلى أين؟، ودائماً يتخذ هذا السؤال وضعاً مستجداً يتعلق بالمصالحة والوحدة بمعناها الواسع، والمفاوضات بمعناها التمثيلي والتحصيلي، والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمعناها العلمي والأدبي والديني.
لقد ثبت في عالمنا اليوم نتاج أولي وساطع لهذه العلاقة سيكون امتداده وتبلوره تغييراً جذرياً لمعادلة التحالفات بعد استعداد بريطانيا صاحبة الوعد المشؤوم وفرنسا واسبانيا واستراليا وكندا ومالطا وغيرهم الإعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة صاحبة سيادة، وعلاقة هذه الأنظمة وغيرها التي كانت تبدو حتى وقت قريب موحدة في موضوع فلسطين.
إن فاعلية النتاج العربي في علاقته بالسلطة الفلسطينية هو فاعلية غير موحدة وغير متكافئة دلَّت عليها إشارات كثيرة قد تكون من أهمها الهجوم التدميري الشامل والمتواصل والمستمر منذ أكثر من قرن الذي شنه الإستعمار البريطاني، وما زالت تشنه قوات الإحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة، ولا يجمعه إلا القلق المشترك على النموذج العربي المستجد حيث أصبح هذا النموذج العربي القديم المُعرَّض للإنهيار أحد محاور التضامن العربي المستجد الذاهب إلى التحالف مع إسرائيل بخصائص عربية مغلقة وبخاصية قومية هي موت الفلسطينيين شعباً وقضية.
اليوم وفي جلسة أواخر شهر أيلول الجاري سيرسم الرئيس أبو مازن مستقبلنا من ماضينا فهذا القياس ليس مجرد مسألة فنية تتحقق بمجرد النوايا، ولكنها مسألة سياسية، وحضارية بصورة منهجية وموصوعية